Forums
   

     
 

     
أهلا وسهلا بك إلى .
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
 

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
 الحَياءُ مِنَ الإِيمَان New110شات دلع الموصل الحَياءُ مِنَ الإِيمَان Emptyالأحد أغسطس 19, 2018 11:32 pm من طرف الحَياءُ مِنَ الإِيمَان New110قدر سيد الخلائق الحَياءُ مِنَ الإِيمَان Emptyالسبت يناير 04, 2014 5:44 pm من طرف الحَياءُ مِنَ الإِيمَان New110لعب الجن بعقول الناس الحَياءُ مِنَ الإِيمَان Emptyالخميس يناير 02, 2014 5:12 pm من طرف الحَياءُ مِنَ الإِيمَان New110 عناية الإسلام البالغة بتحرّى الحلال في المطعم والمشرب الحَياءُ مِنَ الإِيمَان Emptyالخميس ديسمبر 12, 2013 7:20 pm من طرف الحَياءُ مِنَ الإِيمَان New110شروط الذبح الصحيح الحَياءُ مِنَ الإِيمَان Emptyالخميس ديسمبر 12, 2013 7:16 pm من طرف الحَياءُ مِنَ الإِيمَان New110اهل القلوب البريئة الحَياءُ مِنَ الإِيمَان Emptyالثلاثاء ديسمبر 10, 2013 12:37 am من طرف الحَياءُ مِنَ الإِيمَان New110مسيرة نبينا في خطبة الوداع  الحَياءُ مِنَ الإِيمَان Emptyالثلاثاء ديسمبر 03, 2013 4:39 pm من طرف الحَياءُ مِنَ الإِيمَان New110البدع التى انتشرت في هذا الزمان  الحَياءُ مِنَ الإِيمَان Emptyالثلاثاء ديسمبر 03, 2013 4:24 pm من طرف
 

الحَياءُ مِنَ الإِيمَان

     
 
شاطر
 
     
 الحَياءُ مِنَ الإِيمَان Emptyالخميس مايو 19, 2011 3:19 pm
رسالة
بيانات كاتب الموضوع
الحَياءُ مِنَ الإِيمَان
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو موهوب
الرتبه:
عضو موهوب
الصورة الرمزية
 
اشواق

البيانات
تاريخ التسجيل : 15/04/2011
عدد المساهمات. : 195
العمر. : 37
رقمك المفضل.. : رقمي المفضل
برجي.. : برج الجوزاء
مزاجـــك . : مزاجي
اسلامــى.. : اسلامي
هوايتي. : هوايتي
انثى
دولتي.. : دولتي
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


لتواصل معنا عبر
الفيس بوك:
تويتر:
مُساهمةموضوع: الحَياءُ مِنَ الإِيمَان   



 




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الحَياءُ مِنَ الإِيمَان



عن
أبي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بن عمرو الأَنْصَارِيّ البَدْرِيّ رضي اللهُ عنه
قال : قالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مما أَدْرَكَ النَّاسُ
مِنْ كَلامِ النُّبُوةِ الأولى: إِذا لمْ تَسْتَحْي فاصْنَعْ ما شِئْتَ".
رواه رواه البخاري.



أهمية الحديث:

إذا
كان معنى الحياء امتناع النفس عن فعل ما يعاب، وانقباضها من فعل شيء أو
تركه مخافة ما يعقبه من ذم، فإن الدعوة إلى التخلق به وملازمته إنما هي
دعوة إلى الامتناع عن كل معصية وشر، وإلى جانب ذلك فإن الحياء خصلة من خصال
الخير التي يحرص عليها الناس، ويرون أن في التجرد عنها نقصاً وعيباً، كما
أنه من كمال_الإيمان وتمامه.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

"من كلام النبوة": مما اتفق عليه الأنبياء، ومما ندب إليه الأنبياء.

"فاصنع ما شئت": صيغة الأمر هنا: إما أن تكون على معنى التهديد والوعيد، والمعنى : إذا
نُزِعَ منك الحياء فافعل ما شئت فإنك مجازى عليه. وإما أن تكون على معنى
الإباحة، والمعنى : إذا أردت فعل شيء وكان مما لا تستحي من فعله أمام الله
والناس فافعله.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]معنى الحديث:

"فاصنع ما شئت". أمرٌ بمعنى التهديد والوعيد، فكأنه صلى الله عليه وسلم يقول: إذا لم يكن عندك حياء فاعمل ما شئت، فإن الله سيجازيك أشد الجزاء، وقد ورد مثل هذا الأمر في القرآن الكريم خطاباً للكفار {اعملوا ما شئتم}[فصلت: 40].

الحياء نوعان:

أحدهما
الحياء الفطري: وهو ما كان خَلْقاً غير مكتسب، يرفع من يتصف به إلى
أَجَلِّ الأخلاق، التي يمنحها الله لعبد من عباده ويفطره عليها، والمفطور
على الحياء يكف عن ارتكاب المعاصي والقبائح ودنيء الأخلاق، ولذا كان الحياء
مصدر خير وشعبة من شعب الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: "الحياء شعبة من
شعب الإيمان".

وثانيهما
الحياء المكتسب: وهو ما كان مكتسباً من معرفة الله ومعرفة عظمته وقربه من
عباده، واطلاعه عليهم، وعلمه سبحانه بخائنة الأعين وما تخفي الصدور،
والمسلم الذي يسعى في كسب وتحصيل هذا الحياء إنما يحقق في نفسه أعلى خصال
الإيمان وأعلى درجات الإحسان.

وإذا
خلت نفس الإنسان من الحياء المكتسب، وخلا قلبه من الحياء الفطري، لم يبق
له ما يمنعه من ارتكاب القبيح والدنيء من الأفعال، وأصبح كمن لا إيمان له
من شياطين الإنس والجن.

ما يذم من الحياء:
عندما يكون الحياء امتناع النفس عن القبائح والنقائص فإنه خُلُقٌ يُمدح في
الإنسان، لأنه يكمل الإيمان ولا يأتي إلا بخير، أما عندما يصبح الحياء
زائداً عن حده المعقول فيصل بصاحبه إلى الاضطراب والتحير، وتنقبض نفسه عن
فعل الشيء الذي لا ينبغي الاستحياء منه، فإنه خلق يذم في الإنسان، لأنه
حياء في غير موضعه، وخجل يحول دون تعلم العلم وتحصيل الرزق، وقد قيل: حياء
الرجل في غير موضعه ضعف. فإن الحياء الممدوح الذي يحث على فعل الجميل وترك
القبيح، فأما الضعف والعجز الذي يوجب التقصير في شيء من حقوق الله أو حقوق
عباده فليس هو من الحياء، فإنما هو ضعف وخَوَر.

تتزين
المرأة المسلمة بالحياء، وتشارك الرجل في إعمار الأرض وتربية الأجيال
بطهارة الفطرة الأنثوية السليمة، فالفتاة القويمة تستحي بفطرتها عند لقاء
الرجال والحديث معهم، ولكنها لطهارتها واستقامتها لا تضطرب، الاضطرابَ الذي
يطمع ويغري ويهيج، إنما تتحدث في وضوح بالقدر المطلوب ولا تزيد.

أما
المرأة التي توصف في زماننا بالاسترجال والسفور والتبرج والاختلاط بالرجال
الأجانب من غير ضرورة شرعية، فهذه لم تَتَرَبَّ في مدرسة القرآن والإسلام،
واستبدلت بالحياء وطاعت الله تعالى وقاحة ومعصية وفجوراً.

ثمرات الحياء: من ثمرات الحياء العفة، فمن اتصف بالحياء حتى غلب على جميع أفعاله، كان عفيفاً بالطبع لا بالاختيار.

واجب الآباء والمربين:
إن واجب الآباء والمربين في المجتمع المسلم أن يعملوا جاهدين على إحياء
خلق الحياء، وأن يسلكوا في سبيل ذلك الطرق التربوية المدروسة، والتي تشمل
مراقبة السلوك والأعمال الصادرة من الأطفال وتقويم ما يتناقض مع فضيلة
الحياء، واختيار الرفاق الصالحين وإبعاد رفاق السوء، والتوجيه إلى اختيار
الأطفال للكتب المفيدة، وإبعادهم عن مفاسد الأفلام والمسرحيات الهزلية،
والكلمات السوقية.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] : يرشدنا إلى أن الحياء خير كله، ومن كثر حياؤه كثر خيره، ومن قل حياؤه قل خيره. لا حياء في تعليم أحكام الدين، ولا حياء في طلب الحق.





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]:

الاستقامةُ والإِيمَان

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

عن
أبي عَمْرو، وَقِيلَ: أبي عَمْرَةَ، سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ
الثّقَفيِّ رَضيَ اللهُ عَنْهُ قَال: قُلْتُ: يا رَسُولَ الله، قُلْ لي في
الإِسْلاَمِ قَوْلاً، لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَداً غَيْرَكَ. قَال: "قُلْ:
آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ". رواه مسلم.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

"في الإسلام": أي في عقيدته وشريعته.

"قولاً": جامعاً لمعاني الدين، واضحاً لا يحتاج إلى تفسير.

"قل آمنت بالله": جدد إيمانك بالله متذكراً بقلبك ذاكراً بلسانك لتستحضرَ جميع تفاصيل أركان الإيمان.

"ثم استقم": أي داومْ واثبت على عمل الطاعات، والانتهاء عن جميع المخالفات.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

معنى الاستقامة: إن قول النبي صلى الله عليه وسلم "قل آمنت بالله ثم استقم" مأخوذ من قوله تعالى: {إِنَّ
الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ
عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا..
}[فصلت: 30] وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأحقاف: 13]. والمراد: الاستقامة على التوحيد الكامل.

والاستقامة
درجة بها كمال الأمور، وبوجودها حصول الخيرات ونظامها، ومن لم يكن
مستقيماً في حالته ضاع سعيه وخاب جِدّه. والاستقامة هي سلوك الصراط
المستقيم، وهو الدين القويم من غير تعويج عنه يمنة ولا يسرة، ويشمل ذلك فعل
الطاعات كلها الظاهرة والباطنة، وترك المنهيات كلها كذلك، فصارت هذه
الوصية جامعة لخصال الخير كلها.

استقامة القلب:
وأصل الاستقامة استقامة القلب على التوحيد، ومتى استقام القلب على معرفة
الله وعلى خشيته، وإجلاله ومهابته ومحبته، وإرادته ورجائه ودعائه، والتوكل
عليه والإعراض عما سواه، استقامت الجوارح كلها على طاعته، لأن القلب هو ملك
الأعضاء وهي جنوده، فإذا استقام الملك استقامت جنوده ورعاياه، قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله،
وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" رواه البخاري ومسلم. [انظر
الحديث 6]

استقامة اللسان:
وأعظم ما يراعى استقامته بعد القلب من الجوارح اللسان، فإنه ترجمان القلب
والمعبِّر عنه، ويؤكد هذا ما ورد في رواية الترمذي : "قلت: يا رسول الله ما
أخوف ما يخاف عليّ ؟ فأخذ بلسان نفسه". وما رواه الإمام أحمد في مسنده عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا
يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه".

فوائد الاستقامة:
إن الاستقامة ثبات وانتصار، ورجولة وفوز في معركة الطاعات والأهواء
والرغبات، ولذلك استحق الذين استقاموا أن تتنزل عليهم الملائكة في الحياة
الدنيا، ليطردوا من حياتهم الخوف والحزن، وليبشروهم بالجنة، وليعلنوا
وقوفهم إلى جانبهم في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ
قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ
الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ
الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ
وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ
}[فصلت: 30].

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: يرشد الحديث إلى الأمر بالاستقامة على التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده. وحرص الصحابة على تعلّم دينهم والمحافظة على أيمانهم .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الحديث الثاني والعشرون:

طَريقُ الجَنَّةِ

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

المعنى
العام:(1-التزام الفرائض وترك المحرمات أساس النجاة 2-صدق المسلم وصراحته
3-الزكاة والحج فريضتان محكمتان 4-أهمية الصلاة والصيام 5-فعل الواجب وترك
المحرم وقاية من النار 6-الإتيان بالنوافل زيادة قرب من الله تعالى
7-التحليل والتحريم تشريعٌ لا يكون إلا لله تعالى 8-الحِنث باليمين والبِرّ
به)


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]



عَنْ
أبي عَبْدِ اللهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ رَضي اللهُ
عَنْهُما أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقال:
أَرَأَيْتَ إذَا صَلَّيْتُ الصَّلَواِت الْمكْتُوباتِ، وَصُمْتُ رَمَضانَ،
وَأَحْلَلْتُ الْحَلاَلَ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ، وَلَمْ أَزِدْ على ذِلكَ
شَيْئاً، أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ ؟ قال: "نَعَمْ". رواه مسلم

وَمَعْنى حَرَّمْتُ الْحَرَامَ: اجْتَنَبْتُهُ، وَمَعْنى أَحْلَلْتُ الْحَلاَلَ : فَعَلْتُهُ مُعْتَقِداً حِلَّهُ.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

"رجلاً": هو النعمان بن قوقل الخزاعي.

"أرأيت": الهمزة للاستفهام، ورأى مأخوذة من الرأي، والمراد: أخبرني وأفتني.

"المكتوبات": المفروضات، وهي الصلوات الخمس.

"الحلال": هو المأذون في فعله شرعاً.

"الحرام": كل ما منع الشرع من فعله على سبيل الحتم.

"أأدخل الجنة ؟": مع السابقين، من غير سبق عذاب.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

يحدثنا
جابر رضي الله عنه عن ذلك المؤمن المتلهف إلى جنة عرضها السماوات والأرض
أُعِدَّت للمتقين، إذ جاء يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريقها،
ويستفتيه عن عمل يدخله فسيح رحابها، فيدله رسول الله صلى الله عليه وسلم
على بغيته، وتتحقق لها أمنيته.

التزام الفرائض وترك المحرمات أساس النجاة : لقد سأل النعمان رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل إذا استمر في أداء الصلاة المفروضة عليه بقوله تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}[النساء: 103]. أي فرضاً محدداً بوقت ؟.

ثم إذا أدرك شهر رمضان المفروض عليه صيامه بقوله تعالى: {شَهْرُ
رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ
مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ
فَلْيَصُمْهُ
}[البقرة: 185]قام بصيامه، ملتزماً لآدابه ومراعياً لحرمته ؟ .

ثم
وقف عند حدود الله تعالى فيما أحل أو حرم، فلم يحل حراماً ولم يحرم
حلالاً، بل اعتقد حل ما أحله الله وحرمة ما حرمه، فاجتنب الحرام مطلقاً،
وفعل من الحلال الواجب منه ؟.

سأل: هل إذا فعل ذلك كله، ولم يستزد من الفضائل المستحبة والمرغوب فيها

- كفعل
النوافل وترك المكروهات، والتورع عن بعض المباحات أحياناً - هل يكفيه ذلك
للنجاة عند الله تعالى ويدخله الجنة، التي هي منتهى أمله ومبتغاه، مع
المقربين الأخيار والسابقين الأبرار، دون أن يمسه عذاب أو يناله عقاب؟.

ويجيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يطمئن نفسه، ويشرح صدره، ويفرح قلبه، ويشبع رغبته، ويحقق لهفته، فيقول له: "نعم".

أخرج
النسائي وابن حبان والحاكم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ما
من عبد يُصلِّي الصلواتِ الخمس، ويصومُ رمضان، ويُخرجُ الزكاة، ويجتنبُ
الكبائرَ السبع، إلا فُتحت له أبوابُ الجنة يدخل من أيها شاء". ثم تلا: {إن تجتنبوا كبائرَ ما تُنهون عنه نُكَفِّرْ عنكم سيئاتكم ونُدْخِلْكُم مُدْخلاً كريماً}[النساء: 31].

والكبائر
السبع، هي: الزنا، وشرب الخمر، والسحر، والاتهام بالزنا لمن عُرِف بالعفة،
والقتل العمد بغير ذنب، والتعامل بالربا، والفرار من وجه أعداء الإسلام في
ميادين القتال.

وموقف
رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا يدل على يسر الإسلام، وأن الله تعالى لم
يكلف أحداً من خلقه ما فيه كلفة ومشقة، وهو سبحانه القائل: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ}[البقرة: 185]. فالتكاليف في الشريعة الإسلامية كلها متصفة باليسر، وضمن حدود الطاقة البشرية.

صدق المسلم وصراحته:
إن النعمان رضي الله عنه كان مثال المؤمن الصريح بقلبه وقالبه، فهو لا
يريد أن يتظاهر بالتقوى والصلاح مما ليس في نفسه أن يفعله، أو لا يقوم به
فعلاً، بل هو إنسان يريد النجاة والفلاح، وهو على استعداد أن يلتزم كل ما
من شأنه أن يوصله إلى ذلك.

الزكاة والحج فريضتان محكمتان: فالتزام هذين الركنين ممن وجبا عليه، شرط أساسي في نجاته من النار ودخوله الجنة دون عذاب.

ولم
يذكرهما النعمان رضي الله عنه بخصوصهما - كما ذكر الصلاة والصوم - إما
لأنهما لم يفرضا بعد، وإما لكونه غير مكلف بهما لفقره وعدم استطاعته، أو
لأنهما يدخلان في تعميمه بعدُ بقوله: وأحللت الحلال وحرمت الحرام، فإنه
يستلزم فعل الفرائض كلها، لأنها من الحلال الواجب، وتركها من الحرام
الممنوع.

أهمية الصلاة والصيام:
إن تصدير هذا السائل سؤاله بأداء الصلوات المفروضة، يدل دلالة واضحة على
ما استقر في نفوس الصحابة رضي الله عنهم من تعظيم أمرها والاهتمام بها،
وكيف لا ؟ وهي عماد الدين، وعنوان المسلم يؤديها في اليوم والليلة خمس
مرات، محافظاً على أركانها وواجباتها، وسننها وآدابها. [انظر الحديث 3]

وأما الصوم:
فهو في المرتبة الثانية بعد الصلاة، وإن كان لا يقل عنها في الفرضية، فقد
أجمعت الأمة على أنه أحد أركان الإسلام التي عُلمت من الدين بالضرورة.
[انظر الحديث 3]

فعل الواجب وترك المحرم وقاية من النار:
الأصل في عبادة الله عز وجل المحافظة على الفرائض مع ترك المحرمات، فمن
فعل ذلك فاز أيما فوز وأفلح أيما فلاح، جاء رجل إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال: يا رسول الله، شهدتُ أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله،
وصلَّيت الخمس، وأديت زكاة مالي، وصمت شهر رمضان ؟. فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : "من ماتَ على هذا كان مع النبيين والصديقين والشهداء يوم
القيامة هكذا - ونصبَ أُصبعيه - ما لم يعقَّ والديه". يعق من العقوق، وهو
عدم الإحسان إلى الوالدين كما أمر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.

الإتيان بالنوافل زيادة قرب من الله تعالى وكمال: والمسلم
الذي يرجو النجاة، وتطمح نفسه إلى رفيع الدرجات عند الله عز وجل، لا يترك
نافلة ولا يقرب مكروهاً، ولا يفرق فيما يطلب منه بين واجب أو مفروض أو
مندوب، كما لا يفرق فيما نهي عنه بين محرم أو مكروه.

وهكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عامة يفعلون، لا يفرقون فيما أُمِروا به أو نُهُوا عنه، بل يلتزمون قول الله عز وجل: {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[الحشر: 7]. رغبة في الثواب، وطمعاً في الرحمة والرضوان، وإشفاقاً من المعصية والحرمان.

ونحن
إذ نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقر ذلك الصحابي على إعلانه: "والله
لا أزيد على ذلك شيئاً "، ولا ينبهه إلى فضل الزيادة والتطوع، نعلم أنه صلى
الله عليه وسلم فعل ذلك تيسيراً عليه وتسهيلاً، وتعليماً للقادة والهداة
إلى الله عز وجل: أن يبثُّوا روح الأمل في النفوس، وأن يتخلقوا بالسماحة
والرفق، وتقريراً لما جاء به الإسلام من التيسير ورفع الحرج. على أنه صلى
الله عليه وسلم يعلم أن هذا المؤمن التقي حين يعبد الله عز وجل بما افترض
عليه، ويصل به قلبه، ينشرح صدره، ويشعر باطمئنان نفسي ومتعة روحية، فيحمله
كل ذلك على الشغف بالعبادة، والرغبة في الزيادة من مرضاة الله عز وجل،
بأداء النوافل وترك المكروه.

التحليل والتحريم تشريع، لا يكون إلا لله تعالى:
إن أصل الإيمان: أن يعتقد المسلم حِلَّ ما أحلَّه الله عز وجل وحرمة ما
حرمه، سواء فعل المحرم أم ترك الحلال، فإن زعم إنسان لنفسه أنه يستطيع أن
يحرم ما ثبت حله في شرع الله عز وجل، أو يحلل ما ثبتت حرمته، فإنه بذلك
يتطاول على حق الله عز وجل، الذي له وحده سلطة التشريع، والتحليل والتحريم،
فمن اعتقد أن له أن يشرع خلاف ما شرعه الله عز وجل، وبينه رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، أو يشرع بهواه دون التزام قواعد التشريع الإسلامي، فقد
خرج عن الإسلام، وبرئ منه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. قال الله
تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا
أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ
الْمُعْتَدِينَ
}[المائدة: 87]. وقد ثبت أنها نزلت في بعض
الصحابة الذين أرادوا أن يحرموا على أنفسهم بعض الطيبات تقشفاً وزهداً،
فقال لهم صلى الله عليه وسلم : "لكني أُصلِّي وأنام، وأصومُ وأُفطر، وأتزوج
النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني". رواه البخاري ومسلم.

الحِنْث باليمين والبِرُّ به: من حلف أن يفعل خيراً وما فيه طاعة فالأفضل له البر بيمينه، أي أن يفعل ما حلف على فعله لقوله تعالى: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ}[المائدة:
89] أي احفظوها عن أن تحنثوا فيها. ومن حلف على ترك واجب أو فعل معصية وجب
عليه الحنث بيمينه، أي أن يخالف يمينه ولا يفعل ما أقسم على فعله، روى أبو
داود وغيره، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"من حلف على معصية فلا يمين
له".

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

أن
على المسلم أن يسأل أهل العلم عن شرائع الإسلام، وما يجب عليه وما يحلُّ
له وما يحرم، إن كان يجهل ذلك، ليسيرَ على هدى في حياته : وتطمئنَ نفسُه
لسلامة عمله.

كما أفاد: أن على المعلم أن يتوسع بالمتعلم : ويبشره بالخير، ويأخذه باليسر والترغيب.

ومن
حلف على ترك خيرٍ غير واجب عليه، فالأفضل في حقه أن يحنث، لأنه خير له،
روى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: "من حلف على يمينٍ ورأى غيرها خيراً
منها، فليأتِ الذي هو خير وليُكَفِّر عن يمينه" .





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

كُلُّ خَيرٍ صَدَقة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

المعنى
العام:(1-الطهارة وثوابها 2-من خصال الإيمان 3-طهارة القلب 4-ذكر الله
تعالى وشكره 5-اطمئنان القلب 6-الإكثار من الذكر 7-الصلاة نور 8-الصدقة
برهان 9-القرآن حجة )


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

عن
أبي مالكٍ الحارِثِ بنِ عاصِمٍ الأَشْعَرِيِّ رضي اللهُ عنهُ قال : قال
رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيَمانِ، والحمدُ
لِلهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ، وسُبْحانَ اللهِ والحمدُ لِلهِ تَمْلآنِ - أو
تَمْلأُ - ما بَيْنَ السَّماواتِ والأرضِ، والصَّلاةُ نورٌ، والصَّدَقَةُ
بُرْهانٌ، والصَّبْرُ ضِيَاءٌ، والْقُرآنُ حُجَّةٌ لَكَ أو عَلَيْكَ، كُلُّ
النَّاسِ يَغْدو، فَبائعٌ نَفْسَهُ، فَمُعْتِقُها أَو مُوبِقُها". رواه
مسلم.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الطُّهور: فعلٌ يترتب عليه رفع حَدَث - كالوضوء والغسل-، أو إزالة نجس، كتطهير الثوب والبدن والمكان، أو المراد الوضوء فقط.

"شطر": نصف.

"الحمد لله": الثناء الحسن على الله تعالى لما أعطى من نِعَم، والمراد هنا : ثواب لفظ الحمد لله.

"الميزان": كِفَّة الحسنات من الميزان الذي توزن به أعمال العباد يوم القيامة.

"سبحان الله": تعظيم الله تعالى وتنزيهه عن النقائص، والمراد هنا ثواب لفظ سبحان الله.

"الصلاة نور": أي تهدي إلى فعل الخير كم يهدي النور إلى الطريق السليم.

"برهان": دليل على صدق الإيمان.

"الصبر": حبس النفس عما تتمنى، وتحملها ما يشق عليها، وثباتها على الحق رغم المصائب.

"ضياء": هو شدة النور، أي بالصبر تنكشف الكُرُبات.

"حجة": برهان ودليل ومرشد ومدافع عنك.

"يغدو": يذهب باكراً يسعى لنفسه.

"بائع نفسه": لله تعالى بطاعته، أو لشيطانه وهواه بمعصية اللهتعالى وسخطه.

"مُعتقها": مخلِّصها من الخِزي في الدنيا، والعذاب في الآخرة.

"موبقها": مهلكها بارتكاب المعاصي وما يترتب عليها من الخزي والعذاب.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الطهارة وثوابها: الطهارة
شرط لصحة العبادة، وعنوان محبة الله تعالى. فلقد بين صلى الله عليه وسلم،
مُطَمْئِناً المسلمين الخاشعين، أن ما يقوم به المؤمن من طهارة لبدنه وثوبه
- استعداداً لمناجاة ربه - أثر هام وبارز من آثار إيمانه، إذ يعبر به عن
إذعانه لأمره، واستجابته لندائه.{وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا}[المائدة: 6].وقال: {وثيابَكَ فَطَهِّر}[المدثر:
4]. فيقوم ويحتمل المكاره، ليقف بين يدي الله تعالى نقياً تقياً، حسن
الرائحة والسمت كما أحسن الله خلقه، وقد وجبت له محبة الله عز وجل: {إن الله يُحب التوَّابين ويحبُّ المتطهرين}[البقرة: 222].

لقد
بَيَّن صلى الله عليه وسلم أن أجر الطهارة، من وضوء وغيره، يتضاعف عند
الله تعالى حتى يبلغ نصف أجر الإيمان، وذلك لأن الإيمان يمحو ما سبقه من
الخطايا الكبيرة والصغيرة، والطهارة - وخاصة الوضوء - تمحو ما سبقها من
خطايا صغيرة، فكانت كنصف الإيمان.

روى
مسلم، عن عثمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من توضأ
فأحسنَ الوضوءَ خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره".

والإيمان تنظيف للباطن من الأدران المعنوية، كالشرك بالله تعالى والنفاق وما أشبه ذلك، والطُّهور تنظيف للظاهر من الأدران الحسية.

من خصال الإيمان:
الوضوء من خصال الإيمان الخفية، التي لا يُحافظ عليها إلا المؤمن، قال
عليه الصلاة والسلام: "لن يُحافظَ على الوضوء إلا مؤمن" رواه ابن ماجه
والحاكم. لأنه أمر غير ظاهر، إلى جانب ما فيه من المكاره، ولذا كان المحافظ
عليه أسبق إلى دخول الجنة.

روى
ابن خزيمة في صحيحه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبحَ يوماً فدعا
بلالاً فقال: "يا بلال، بم سبقتني إلى الجنة ؟ إني دخلت البارحة الجنة،
فسمعت خشخشتك أمامي" فقال بلال : يا رسول الله، ما أذَّنْتُ قط إلا
صَلَّيْتُ ركعتين، ولا أصابني حدث قط إلا توضأت عنده. فقال صلى الله عليه
وسلم: "لهذا".

ذِكْرُ الله تعالى وشكره:
إن التعبير عن شكر الله عز وجل بالإكثار من ذكره، ولا سيما بما ورد عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم من صيغ وألفاظ، يملأ ثوابه كفة ميزان الأعمال
الصالحة يوم القيامة، ففي مسند أحمد رحمه الله تعالى، عن أبي سعيد وأبي
هريرة رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله اصطفى من
الكلام أربعاً : سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر،
فمن قال: سبحان الله كُتبت له عشرون حسنة وحُطَّتْ عنه عشرون سيئة، ومن قال
: الله أكبر مثل ذلك، ومن قال: لا إله إلا الله مثل ذلك، ومن قال : الحمد
لله مثل ذلك، ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كُتبت له ثلاثون
حسنة، وحُطَّت عنه ثلاثون سيئة".

فمن
عبر عما سبق بلسانه، معتقداً بما تلفظ بملء قلبه ونفسه، مستحضراً لمعانيها
بفكره وعقله، فإنه ينال جزاءً عظيماً، لو كان يقاس بالمساحات ويقدر
بالأحجام لَسَدَّ ما بين السماوات والأرض، وكان له سُلَّماً يصعد عليه إلى
درجات العلى.

اطمئنان القلب: لا بد حال الذكر من استحضار القلب وفهم المعاني ما أمكن، حتى يكون لذلك أثر في نفس المسلم، فيطمئن قلبه ويستقيم سلوكه : {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}[الرعد: 28].

الإكثار من الذكر: المؤمن
في حاجة ماسة إلى اطمئنان قلبه واستقرار نفسه، ولذا لابد له أن يكثر من
ذكر الله عز وجل، حتى يكون دائماً على صلة به، معتمداً عليه، مستمداً لعونه
ونصرته، طالباً لعفوه ومغفرته، حتى يذكره الله تعالى في ملكوته، فيشمله
بفضله ورحمته، ويُسَلِّكه مسالك الهدى والحق:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً
وَأَصِيلا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ
لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ
رَحِيمًا
}[الأحزاب:41-43].

بكرة وأصيلاً: عند طلوع الشمس وعند ميلانها للغروب والمراد : جميع الأوقات.

الصلاة نور: الصلاة
فريضة محكمة وركن أساسي من أركان الإسلام، وهي - كما بين صلى الله عليه
وسلم - نور مطلق تدل صاحبها على طريق الخير، وتمنعه من المعاصي، وتهديه
سبيل الاستقامة، قال تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}[العنكبوت:
45] فهي نور معنوي يستضاء به في طرق الهداية والحق، كما يُستضاء بالضياء
المادي إلى الطريق القويم والسلوك السليم، وهي تكسب المسلم الهيبة والبهاء
في الدنيا، كما تشع النور على وجهه يوم القيامة: {نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} [التحريم: 8]. وقال تعالى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ}[الفتح: 29].

الصلاة
صلة العبد بربه، ومناجاته لخالقه، ولهذا كانت قرة عين المتقين، يجدون فيها
الراحة والسكينة والأمن، وكان صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبَه -أمر أي:
أصابه- قال: "يا بلال أقم الصلاة، وأرحنا بها" رواه أبو داود.

الصدقة برهان: البرهان هو الشعاع الذي يلي وجه الشمس، ومنه سميت الحجة القاطعة برهاناً لوضوح دلالتها على ما دلت عليه.

فكذلك الصدقة برهان على صحة الإيمان، وطيب النفس بها علامة على وجود الإيمان وطعمه.

طهارة وصدق: المسلم
الطاهر النظيف من الأوساخ المادية، المعبر عن شكره لله بقوله، مؤدياً حق
الله في عبادته، طاهر نظيف من الأوساخ المعنوية، ومن أبرزها الشح والبخل،
فالمسلم أبداً سخي كريم، سَمْحٌ جَوَادٌ، فلا يجتمع بخل وإيمان في قلب امرئ
واحد، قال تعالى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}[الحشر: 9].

الصبر ضياء:
الضياء هو النور الذي يحصل فيه نوع حرارة وإحراق، كضياء الشمس، بخلاف
القمر فإنه نور محض فيه إشراق بغير إحراق، وكان الصبر ضياء لأنه شاق على
النفوس، يحتاج إلى مجاهدة النفس وحبسها وكفها عما تهواه.

الصبر طريق النصر:
لا يزال المسلم على صواب ما استمر في صبره، وذلك أن الإنسان يعيش في
الدنيا تحوفه الشدائد، وتحيط به المصائب، وكل ذلك يحتاج إلى ثبات وقوة،
وإلا تلاشى الإنسان وضاع، وما أكثر ما يحتاج المسلم في حياته إلى الصبر،
فالطاعة تحتاج إلى صبر، وترك المعصية يحتاج إلى صبر، وتحمل المكاره
والمصائب يحتاج إلى صبر، ولذلك كان التخلق بالصبر قوة لا تساويها قوة،
ونوراً عظيماً لا يزال صاحبه مستضيئاً به، مهتدياً إلى الحق مستمراً على
الصواب.

القرآن حجة: المسلم
منهاجه القرآن، وإمامه كتاب الله تعالى: يهتدي بهديه، ويأتمر بأمره،
وينتهي بنهيه، ويتخلق بأخلاقه، فمن فعل ذلك انتفع بالقرآن إذا تلاه، وكان
دليلاً له يدله على النجاة في الدنيا وبرهاناً يدافع عنه يوم القيامة، ومن
تنكب الطريق وانحرف عن تعاليم القرآن، كان القرآن خصمه يوم القيامة.

شفاء المؤمن وداء الكافر والمنافق:
والمؤمن يجد في كتاب الله تعالى شفاء له من الأدواء المادية والمعنوية،
كلما قرأه وتدبره أشرقت روحه، وانشرح صدره، وسرى سر الحياة في عروقه. وغير
المؤمن إذا سمع القرآن اضطرب وغمت نفسه، وظن أن الهلاك نازل به. قال تعالى:
{وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا} [الإسراء: 82].

طريق الجنة:
يختم صلى الله عليه وسلم توجيهاته الرائعة وعظاته الباهرة ببيان أصناف
الناس، إذ الناس جميعاً يصبحون كل يوم ويمسون، ولكنهم ليسوا على حالة
واحدة، فهناك من قضى ليله أو نهاره في طاعة الله سبحانه وتعالى ومرضاته،
يلتزم الصدق في معاملته مع الله عز وجل ومع الناس، فأنقذ نفسه من الهلاك
وخلصها من العذاب، فهو حر النفس، حر الفكر والعقل، حر الإرادة، لم يقبل
قيمة لنفسه إلا الجنة الخالدة والنعيم الأبدي المقيم. وهناك من قضى ليله أو
نهاره في معصية الله تعالى، ومخالفة أوامره في شؤونه العامة والخاصة، مع
الله تعالى ومع الخلق، فأهلك نفسه وأوردها المخاطر، وباعها بثمن بخس: شقاء
في الدنيا وسجن في جحيم أبدي في العقبى، إذ كان أسير شهوته وهواه، وطوع
شيطانه ونفسه: "كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها". كل إنسان :
إما ساع في هلاك نفسه أو في فكاكها، فمن سعى في طاعة الله فقد باع نفسه لله
وأعتقها من عذابه، ومن سعى في معصية الله تعالى فقد باع نفسه بالهوان
وأوقعها بالآثام الموجبة لغضب الله عز وجل وعقابه. قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 7 - 10]. والمعنى: قد أفلح من زكى نفسه بطاعة الله، وخاب من زجها في المعاصي.

شهادة مقبولة منجية: ويستعين
المؤمن على عتق نفسه من النار بصقل إيمانه وتمتين يقينه بذكر الله تعالى.
قال صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك
وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا
شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك. أعتق الله ربعه من النار، فمن قالها
مرتين أعتق الله نصفه من النار، ومن قالها ثلاثاً أعتق الله ثلاثة أرباعه
من النار، فإن قالها أربعاً أعتقه الله من النار". رواه أبو داود. وذلك أن
هذه الشهادة تبعث في نفسه خشية الله عز وجل، والرغبة في طاعته والرهبة من
معصيته، فتكون سبباً في بعده عن النار وقربه من رضوان الله عز وجل.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ومما يرشد إليه الحديث:

أن الأعمال توزن، ولها خفة وثقل، دل على ذلك نصوص الكتاب والسنة، وعليه إجماع الأمة.

المحافظة على الصلوات بأوقاتها، وأدائها كاملة بأركانها وواجباتها وسننها وآدابها، بعد تحقق شروطها كاملة.

الإكثار
من الإنفاق في وجوه الخير، والمسارعة إلى سد حاجة الفقراء والمعوزين،
والبحث عن الأرامل واليتامى والفقراء المعففين والإنفاق عليهم، لتكون
الصدقة خالصة لوجهه تعالى.

الصبر على الشدائد، وخاصة على ما ينال المسلم نتيجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله تعالى.

القرآن دستور المسلم، فعليه الإقبال على تلاوته مع تفهم معناه والعمل بمقتضاه.

المسلم يسعى لأن يستفيد من وقته وعمره في طاعة الله عز وجل، ولا يشغل نفسه إلا بمولاه سبحانه، وما يعود عليه بالنفع في معاشه ومعاده.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الحديث الرابع والعشرون:

تَحْرِيمُ الظُّلْمِ

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

عن
أبي ذَرٍّ الْغِفاريِّ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم فيما
يَرْويهِ عن رَبِّهِ عَزَّ وجَلَّ أَنَّهُ قال: " يا عِبادي إنِّي
حَرَّمْتُ الظُلْمَ على نَفْسِي وَ جعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّماً فلا
تَظَالَمُوا.

يا عِبادي كُلُّكُمْ ضالٌّ إلا مَنْ هَدَيْتُهُ، فاسْتَهدُوني أهْدِكُمْ.

يا عِبادِي كُلُّكُمْ جائعٌ إلا مَنْ أطْعَمْتُهُ، فاسْتَطْعِمُوني أُطْعِمْكُم.

يا عِبادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إلا مَنْ كَسَوْتُهُ، فاسْتكْسوني أَكسُكُم.

يا عِبادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بالليْلِ والنَّهارِ، وأنا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً، فاسْتَغْفِرُوني أُغْفِر لكُمْ.

يا عِبادِي إِنَّكُمْ لنْ تبْلغُوا ضَرِّي فتَضُرُّوني، ولن تبْلُغُوا نفْعي فَتَنْفعُوني.

يا
عِبادِي لوْ أَنَّ أَوَّلكُمْ وآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وجِنَّكُمْ كانُوا
عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ واحدٍ مِنْكُمْ ما زادَ ذلك في مُلْكي شَيئاً.

يا
عِبادِي لوْ أَنَّ أَوَّلكُمْ وآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وجِنَّكُمْ كانُوا
عَلَى أَفْجرِ قَلْبِ وَاحدٍ مِنْكُمْ ما نَقَصَ مِنْ مُلْكي شَيئاً.

يا
عِبادِي لوْ أَنَّ أَوَّلكُمْ وآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وجنَّكُمْ قاموا في
صَعِيدٍ، فَسَأَلُوني، فأَعْطَيْتُ كلَّ واحدٍ مَسْأَلَتَهُ ما نَقَصَ ذلك
مِمَّا عِنْدِي إلا كما يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إذا أُدْخِلَ الْبَحْرَ.

يا
عِبادِي إنَّما هي أعمَالكُمْ أُحْصِيها لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ
إيَّاها، فَمَنْ وَجَدَ خيْراً فَلْيَحْمَدِ اللهَ، ومَنْ وَجَدَ غَيْرَ
ذلك فَلا يَلومَنَّ إلا نَفْسَهُ" رواه مسلم.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

"حرمت
الظلم": الظلم لغة: وضع الشيء في غير محله. وهو مجاوزة الحد أو التصرف
فيحق الناس بغير حق. وهو مستحيل على الله تعالى. ومعنى حرمت الظلم على نفسي
: أي لا يقع مني، بل تعاليت عنه وتقدست.

"ضال": غافل عن الشرائع قبل إرسال الرسل.

"إلا من هديته": أرشدته إلى ما جاء به الرسل ووفقته إليه.

"فاستهدوني": اطلبوا مني الهداية.

"صعيد واحد": أرض واحدة ومقام واحد.

"المِخْيط": بكسر الميم وسكون الخاء، الإبرة.

"أُحصيها لكم": أضبطها لكم بعلمي وملائكتي الحفظة.

"أوفيكم إياها": أوفيكم جزاءها في الآخرة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

تحريم الظلم على الله: ولفظ
الحديث صريح في أن الله عز وجل منع نفسه من الظلم لعباده: "إني حرمت الظلم
على نفسي"، وهو صريح في القرآن الكريم أيضاً، قال تعالى: {وما أنا بظلامٍ للعبيد}.

تحريم الظلم على العباد:
حرم الله عز وجل الظلم على عباده، ونهاهم أن يتظالموا فيما بينهم، فحرم
على كل إنسان أن يظلم غيره، مع أن الظلم في نفسه محرم مطلقاً. و الظلم
نوعان:

الأول: ظلم النفس، وأعظمه الإشراك بالله، قال تعالى: {إن الشرك لظلم عظيم}، لأن المشرك جعل المخلوق في منزلة الخالق وعبده مع الله تعالى المنزه عن الشريك.

ويلي ظلم الإشراك بالله المعاصي والآثام الصغيرة والكبيرة، فإن فيها ظلماً للنفس بإيرادها موارد العذاب والهلاك في الدنيا والآخرة.

الثاني :
ظلم الإنسان لغيره، وقد تكرر تحريمه والتحذير منه في أحاديث النبي صلى
الله عليه وسلم، ففي الصحيحين، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن الظلم ظلمات يوم القيامة".

الافتقار إلى الله: والخلق
كلهم مفتقرون إلى الله في جلب المصالح ودفع المضار في الدنيا والآخرة، فهم
في حاجة ماسة إلى هداية الله ورزقه في الدنيا وهم بحاجة إلى رحمة الله
ومغفرته في الآخرة، والمسلم يتقرب إلى الله عز وجل بإظهار الحاجة
والافتقار، وتتجلى عبوديته الحقة لله رب العالمين في إحدى الصور الثلاث
التالية:

أولاً:
بالسؤال، والله سبحانه وتعالى يحب أن يُظْهِرَ الناسُ حاجتهم لله وأن
يسألوه جميع مصالحهم الدينية والدنيوية: من الطعام والشراب والكسوة، كما
يسألونه الهداية والمغفرة.

ثانياً: بطلب الهداية.

ثالثاً: بالامتثال الكامل، وذلك باجتناب كل ما نهى الله تعالى عنه، وفعل كل ما أمر الله تعالى به.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الحديث الخامس والعشرون:

فضلُ اللهِ تعَالى وَسَعَةُ رحْمَتِه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

عن
أبي ذَرٍّ رضي اللهُ عنه: "أَنَّ ناساً من أَصْحابِ رسول الله صلى الله
عليه وسلم، قالوا لِلنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: يا رسولَ اللهِ، ذَهَب
أَهْلُ الدُّثورِ بالأُجورِ، يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، ويَصُومُونَ كما
نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُون بِفضُولِ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ: "أوَ ليسَ قَدْ
جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَدَّقُونَ ؟ إنَّ لَكُمْ بكلِّ تَسْبيحَةٍ
صَدَقَةً، وكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً،
وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٍ بِالْمَعرُوفِ صَدَقَةً، وَنَهْيٍ
عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةً، وفي بُضْعِ أحَدِكُمْ صَدَقَةً. قَالُوا: يَا
رَسُولَ اللهِ، أَيَأْتي أحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أجرٌ ؟
قَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَها في حَرَامٍ، أَكَانَ عَليْهِ وزْرٌ ؟
فَكَذلِكَ إذَا وَضَعَها في الْحَلاَلِ كانَ لَهُ أَجْرٌ ". رواه مسلم.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

"أن أناساً": الأناس والناس بمعنى واحد، وهؤلاء الناس هم فقراء المهاجرين.

"الدثور": جمع دَثْر، وهو المال الكثير.

"فضول أموالهم": أموالهم الزائدة عن كفايتهم وحاجاتهم.

"تصدقون": تتصدقون به.

"تسبيحة": أي قول: سبحان الله.

"تكبيرة": قول: الله أكبر.

"تحميدة": قول: الحمد لله.

"تهليلة" : قول: لا إله إلا الله.

"صدقة": أجر كأجر الصدقة.

"بُضع": البُضع: الجماع.

"شهوته": لذته.

"وزر" : إثم وعقاب.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

"يا
رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور". لقد حاز أصحاب الأموال والغنى كل أجر
وثواب، واستأثروا بذلك دوننا، وذلك أنهم "يصلون كما نصلي ويصومون كما
نصوم". فنحن وإياهم في ذلك سواء، ولا ميزة لنا عليهم، ولكنهم يفضلوننا
ويتميزون علينا، فإنهم "يتصدقون بفضول أموالهم" ولا نملك نحن ما نتصدق به
لندرك مرتبتهم، ونفوسنا ترغب أن نكون في مرتبتهم عند الله تعالى، فماذا
نفعل ؟.

الحكمة البالغة وأبواب الخير الواسعة:
يدرك المصطفى صلى الله عليه وسلم لهفة هؤلاء وشوقهم إلى الدرجات العلى عند
ربهم، ويداوي نفوسهم بما آتاه الله تعالى من حكمة، فيطيب خاطرهم ويلفت
أنظارهم إلى أن أبواب الخير واسعة، وأن هناك من الأعمال ما يساوي ثوابُه
ثوابَ المتصدق، وتُدَاني مرتبةُ فاعله مرتبةَ المنفق، إن لم تزد عليها في
بعض الأحيان.

"أو
ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ؟ " بلى إن أنواع الصدقات بالنسبة إليكم
كثيرة، منها ما هو إنفاق على الأهل، ومنها ما هو ليس بإنفاق، وكل منها لا
يقل أجره عن أجر الإنفاق في سبيل الله عز وجل.

فإذا لم يكن لديكم فضل مال، فسبحوا الله عز وجل وكبروه واحمدوه وهللوه، ففي كل لفظ من ذلك أجر صدقة، وأي أجر ؟

وروى أحمد والترمذي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل : أي العباد أفضل عند الله يوم القيامة ؟ قال: "الذاكرون الله كثيراً ".

دعوة الخير صدقة على المجتمع:
وكذلكم: باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واسع ومفتوح، وأجر من يقوم
بهذا الفرض الكفائي لا يقل عن أجر المنفق المتصدق، بل ربما يفوقه مراتب
كثيرة : "كل معروف صدقة" رواه مسلم. {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}[آل عمران: 110].

سعة فضل الله عز وجل:
وأيضاً فقد جعل الله عز وجل لكم أجراً وثواباً تنالونه كل يوم وليلة إذا
أخلصتم النية وأحسنتم القصد: أليس أحدكم ينفق على أهله وعياله: "ونفقة
الرجل على أهله وزوجته وعياله صدقة". رواه مسلم، و "إنك لن تنفق نفقة تبتغي
بها وجه الله تعالى إلا أجرت عليها، حتى اللقمة ترفعها إلى فيه امرأتك"
متفق عليه. أي تطعمها إياها. بل أليس أحدكم يعاشر زوجته ويقوم بواجبه
نحوها، ليعف نفسه ويكفها عن الحرام، ويحفظ فرجه ويقف عند حدود الله، ويجتنب
محرماته التي لو اقترفها كان عليه إثم وعقاب ؟ فكذلك له أجر وثواب، حتى
ولو ظن أنه يُحَصِّل لذته ويُشبع شهوته، طالما أنه يُخلص النية في ذلك، ولا
يقارب إلا ما أحلّ الله تعالى له.

ومن
عظيم فضل الله عز وجل على المسلم: أن عادته تنقلب بالنية إلى عبادة يؤجر
عليها، ويصير فعله وتركه قربة يتقرب بها من ربه جل وعلا، فإذا تناول الطعام
والشراب المباح بقصد الحفاظ على جسمه والتقوِّي على طاعة ربه، كان ذلك
عبادة يثاب عليها، ولا سيما إذا قارن ذلك ذكر الله تعالى في بدء العمل
وختامه، فسمى الله تعالى في البدء، وحمده وشكره في الختام.

وكذلك:
يربو الأجر وينمو عند الله عز وجل للمسلم الذي يكف عن محارم الله عز وجل،
ولا سيما إذا جدّد العهد في كل حين، واستحضر في نفسه أنه يكف عن معصية الله
تبارك وتعالى امتثالاً لأمره واجتناباً لما نهى عنه،طمعاً في ثوابه
وخوفاً_من عقابه وتحقق فيه وصف المؤمنين الصادقين: {إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا وَعَلَى
رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
}[الأنفال: 2].

أبواب الخيركثيرة:
ولا تقتصر أبواب الخير والصدقات على ما ذكر في الحديث، فهناك أعمال أخرى
يستطيع المسلم القيام بها ويحسب له فيها أجر الصدقة. وفي الصحيحين : "تكف
شَرَّك عن الناس فإنها صدقة" وعند الترمذي: "تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ..
وإفراغك دلوك في دلو أخيك لك صدقة".

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

استعمال الحكمة في معالجة المواقف، وإدخال البشرى على النفوس، وتطييب الخواطر.

فضيلة الأذكار المشار إليها في الحديث، وأن أجرها يساوي أجر الصدقة لمن لا يملك مالاً يتصدق به ولا سيما بعد الصلوات المفروضة.

استحباب الصدقة للفقير إذا كان لا يُضَيِّق على عياله ونفسه، والذكر للغني ولو أكثر من الإنفاق، استزادة في الخير والثواب.

التصدق بما يحتاج الإنسان إليه للنفقة على نفسه أو أهله وعياله مكروه، وقد يكون محرماً إذا أدى إلى ضياع من تجب عليه نفقتهم.

الصدقة للقادر عليها ولمن يملك مالاً أفضل من الذكر.

فضل الغني الشاكر المنفق والفقير الصابر المحتسب.

أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع المسلم.

حسن معاشرة الزوجة والقيام بحقها بما يحقق سكن نفسها ورغد عيشها، وكذلك حسن معاشرة الزوج اعترافاً بفضله وشكراً لإحسانه.

الحث على السؤال عما ينتفع به المسلم ويترقى به في مراتب الكمال.

للمستفتي أن يسأل عما خفي عليه من الدليل، إذا علم من حال المسؤول أنه لا يكره ذلك، ولم يكن فيه سوء أدب.

بيان الدليل للمتعلم، ولاسيما فيما خفي عليه، ليكون ذلك أثبت في قلبه وأدع






 الموضوع الأصلي : الحَياءُ مِنَ الإِيمَان // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: اشواق




اشواق ; توقيع العضو

 


 

     
 الحَياءُ مِنَ الإِيمَان Emptyالخميس مايو 19, 2011 5:16 pm
رسالة
بيانات كاتب الموضوع
الحَياءُ مِنَ الإِيمَان
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متميز
الرتبه:
عضو متميز
الصورة الرمزية
 
احلام خجولة

البيانات
تاريخ التسجيل : 15/03/2011
عدد المساهمات. : 111
العمر. : 33
اسلامــى.. : اسلامي
هوايتي. : هوايتي
انثى
دولتي.. : دولتي
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


لتواصل معنا عبر
الفيس بوك:
تويتر:
مُساهمةموضوع: رد: الحَياءُ مِنَ الإِيمَان   



 



يعطيك ألف عافيه
على روعة الإنتقاء
بانتظار جديدك المميز
دم (تي) بخير وسعاده



تحياتي






 الموضوع الأصلي : الحَياءُ مِنَ الإِيمَان // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: احلام خجولة




احلام خجولة ; توقيع العضو

 


 

     
 الحَياءُ مِنَ الإِيمَان Emptyالسبت مايو 21, 2011 2:54 pm
رسالة
بيانات كاتب الموضوع
الحَياءُ مِنَ الإِيمَان
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متقدم
الرتبه:
عضو متقدم
الصورة الرمزية
 
اسيرة الذكريات

البيانات
تاريخ التسجيل : 02/05/2011
عدد المساهمات. : 275
العمر. : 33
برجي.. : برج الحوت
اسلامــى.. : اسلامي
هوايتي. : هوايتي
انثى
دولتي.. : دولتي
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


لتواصل معنا عبر
الفيس بوك:
تويتر:
مُساهمةموضوع: رد: الحَياءُ مِنَ الإِيمَان   



 






تُِِّْسٌِِّلمً آيَدًٍيَكَ عًٍلى آلجًِْلبٌَِ آلرٌٍآئعًٍ ..~


يَعًٍطُْيَكَ آلعًٍآفْيَهٍَ عًٍلى آلطُْرٌٍحٍّ ..~







 الموضوع الأصلي : الحَياءُ مِنَ الإِيمَان // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: اسيرة الذكريات




اسيرة الذكريات ; توقيع العضو

 


 


مواقع النشر (المفضلة)


     
الــرد الســـريـع
..

هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة
الرد السريع
 


     
خــدمات المـوضـوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
الحَياءُ مِنَ الإِيمَان , الحَياءُ مِنَ الإِيمَان , الحَياءُ مِنَ الإِيمَان , الحَياءُ مِنَ الإِيمَان , الحَياءُ مِنَ الإِيمَان , الحَياءُ مِنَ الإِيمَان
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ الحَياءُ مِنَ الإِيمَان ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا
 

>