أي شيء أكثر إيلاماً من أن يتحول الحب والحلم والأمل والألم إلى قبضة ريح
أي شيء أكثر إيلاماً من أن يتحول الخوف والقلق والسهر والتعب إلى فراغ كبير .
لايعرف الألم إلا من يعانيه ، ولايعرف الحزن إلا من يعيشه ،
ولايعرف اللّوم والنّدم إلا الذي يحس بطعم الغدر والخيانة .
ولكن القلب يبحث دائما عن تبرير لمن غدر به وطعنه
في قلبه ولا يلقي اللّوم على الغادر بل على نفسه .
ويسألها : ماذا فعلتْ ، أين أخطأتْ ؟
لم يبقى من العمر فسحة للنسيان ،
يقولون : إنّ الأيام تمحو الأحزان .. لكن هل الأيام الباقية من عمرنا تكفي للنسيانْ ؟
لا أعتقد ، ففي الذاكرة حنين دائم إلى أول لحظة وأول كلمة ،
وكل دقيقة من اللّيل والنّهار شهدت الحلم يكبر ويكبر ،
إلى أن انهار فجأة وبقسوة قاتله .
هكذا انتهى كل شيء ولكن الأقسى من ذلك كله أنه ليس مسموحاً لك بالبكاء ، وليس مسموحاً لك بالإنهيار ،
عليك أن تظهر أمام الناس قوياً متماسكاً باسم الوجه ،
وعليك أن تفكر وكأن عقلك لم يتوقف عن التفكير ،
وأن تعمل يداك وكأن يداك لم تشلا عن العمل ،
وعليك أن تعيش من الداخل حزين ومقهوراً ومنهاراً ومن الخارج والظاهر صامداً ومتفائلاً وضاحكاً .
وممنوع
عليك الإنهيار ، حتي لاتشمت فيك الشامتون ممن يظهرون لك محبة ويبطنون
حسداً وحقداً ، أنت مطالب بأن تظل جبلاً يتحدى الرياح ، ليس من أجل نفسك بل
من أجل من تعلق عليهم آمالك وأحزانك وأحلامك ، ولتتعذب وحدك ، ولتحزن
وتتألم وحدك ، ولكنك ستظهر أمام الناس بقناع بشوش ،
أما عندما تختلي بنفسك في ظلمة الليل وسكون النفس اطلق لدموعك العنان ،
على ضياع حلم هو أروع الأحلام