الإثنين أغسطس 15, 2011 7:05 pm
رسالة بيانات كاتب الموضوع
فضائل صوم شهر رمضان المعلومات الكاتب:
اللقب:
~`كبار الشخصيات ~`
الرتبه:
الصورة الرمزية
الإتصالات الحالة: وسائل الإتصال:
لتواصل معنا عبر الفيس بوك: تويتر:
موضوع: فضائل صوم شهر رمضان
الحمد لله الذي جعل رمضان سيد الأيام والشهور، وضاعف فيه الحسنات والأجور، أحمده سبحانه وأشكره وهو العزيز الغفور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، بعثه الله بالهدى والنور، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثرهم إلى يوم النشور. أما بعد: فإن الأيام تمر مرّ السحاب، وتمضي السنون سراعاً، ونحن في غمرة الحياة ساهون، وقلّ من يتذكر أو يتدبر واقعنا ومصيرنا، قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً [الفرقان:62]. المسلم في عمره المحدود وأيامه القصيرة في الحياة، قد جعل الله تعالى له مواسم خير، وأعطاه من شرف الزمان والمكان ما يشد به الخلل ويقوّم المعوجّ في حياته، ومن تلك المواسم شهر رمضان المبارك، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]. ففي رمضان تخف وطأة الشهوات على النفس المؤمنة وترفع أكف الضراعة بالليل والنهار. فواحد يسأل العفو عن زلته، وآخر يسأل التوفيق لطاعته، وثالث يستعيذ به من عقوبته، ورابع يرجو منه جميل مثوبته، وخامس شغله ذكره عن مسألته فسبحان من وفقهم، وغيرهم محروم. من فضائل شهر رمضان إن شهر رمضان شهر قوّة وعطاء، فيه غزا رسول الله غزوة الفتح، وكان يصوم هو والمسلمون، وفيه كانت غزوة بدر الكبرى، وفي تلك الغزوات انتصرت راية الإسلام وانتكست راية الوثنية والأصنام، وفيه وقع كثير من معارك المسلمين وحملات جهادهم وتضحياتهم. وفي رمضان كان رسول الله وأصحابه أكثر ما يكونون قوة وحيوية ومثابرة على العبادة ومضاعفة لها. لذا فإن شهر رمضان شهر العمل وشهر الصبر والعطاء، وليس شهر الضعف والكسل والنوم، وخمول بعض الصائمين ولجوئهم إلى النوم في نهاره، والإقلال من العمل يخالف الحكمة من الصوم، ولا يتفق مع الغاية منه. كان المسلمون الأوائل يعيشون رمضان بقلوبهم ومشاعرهم فإذا كان يوم صوم أحدهم فإنه يقضي نهاره صابراً على الشدائد متسلحاً بمراقبة الله وخشيته، بعيداً عن كل ما يلوث يومه ويشوّه صومه، ولا يتلفظ بسوء ولا يقول إلا خيراً، وإلا صمت. أما ليله فكان يقضيه في صلاة وتلاوة للقرآن وذكر الله تأسياً برسوله . ثمار الصوم ونتائجه مدد من الفضائل لا يحصيها العد ولا تقع في حساب الكسول اللاهي الذي يضيع شهره في الاستغراق في النوم نهاراً وزرع الأسواق ليلاً، وقتل الوقت لهواً. الصيام جنة من النار: كما روى أحمد عن جابر أن النبي قال: { إنما الصيام جنة، يستجنّ بها العبد من النار }. الصوم جنة من الشهوات: فقد جاء في حديث ابن مسعود أن النبي قال: { يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء } [أخرجه البخاري ومسلم]. الصوم سبيل إلى الجنة: فقد روى النسائي عن أبي امامة رضي الله عنه، أنه قال: يا رسول الله مرني بأمر ينفعني الله به، قال: { عليك بالصيام فإنه لا مثل له }. وفي الجنة باب لا يدخل منه إلا الصائمون: فعن سهل بن سعد أن النبي قال: { إن في الجنة باباً يقال له: الريّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون، فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد } [أخرجه البخاري ومسلم]. الصيام يشفع لصاحبه: فقد روى الإمام أحمد عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي قال: { الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفّعني فيه، قال: فيشفعان }. الصوم كفارة ومغفرة للذنوب: فإن الحسنات تكفر السيئات، فقد قال من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: { من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه } [رواه البخاري ومسلم]. الصيام سبب للسعادة في الدارين: فقد قال من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: { وللصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك } [رواه البخاري ومسلم]. استغلال الفرص في رمضان هل يكون شهر رمضان في هذا العام موسماً للعودة إلى الله وفرصة للمحاسبة وطرح التقصير في جنب الله؟ هل يكون فرصة للمسرفين على أنفسهم ليعودوا إلى الله بقلوب واعية وحياة إسلامية صادقة؟ وفرصة للدعاة إلى الله ليعيدوا النظر بمهمتهم ويدركوا أنهم يحملون أشرف دعوة، ويعملون لأنبل غاية، فيتخلصون من همّ النفس والطواف حول الذات فما عند الله خير وأبقى. وفرصة لكل مسلم لينصر أخاه ظالماً أو مظلوماً، ينصر المظلوم برد ظلامته، وينصر الظالم بالأخذ على يديه فتسود المفاهمة الصف المسلم. وفرصة للأغنياء والمترفين لمراجعة الحساب والإحساس بحاجة الفقراء، وشكر النعمة بوضعها حيث أراد المنعم، فيساهموا في إنقاذ الجائعين في الأمة الإسلامية، فإيمانهم معرض للخطر إذا لم يطعم جائعهم ويكس عاريهم ويغث ملهوفهم. وفرصة لكل مسلم ليدرك أن التساهل يؤدي إلى الكبائر، فيقلع عن الغيبة والنميمة وسوء الظن والاحتقار والازدراء. وفرصة لأن نرسم لأنفسنا منهجاً نتدرب من خلاله على المعاني الإسلامية، لنملك اليد المسلمة، الرجل المسلمة، العين المسلمة، الأذن المسلمة، اللسان المسلم، بحيث تتحرك الجوارح جميعها كما أراد لها ربها وخالقها: { وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها } [رواه البخاري]. كل ذلك يمكن أن يتحقق في مدرسة الصيام التي تربي على الإرادة الجازمة والعزيمة الصادقة، تلك التي تكسر غوائل الهوى، وترد هواجس الشر. أيّ إرادة قوية، بل أي نظام أدق من أن ترى المؤمن في مشارق الأرض ومغاربها يمسك عن طعامه وشرابه مدة من الزمن، ثم يتناوله في وقت معين، ثم يمسك زمام نفسه من أن تذلّ لشهوة أو تسترق لنزوة أو ينحرف في تيار الهوى الضال. بل إنه يقول لسلطان الهوى والشهوة: لا، وما أروعها من إجابة إذا كانت في مرضاة الله. لا يرفث ولا يصخب ولا يفسق، ولو جرح جاهل مساعره واستثار كوامنه لجم نوازع الشر بقوله: ( إني امرؤ صائم ). إن كثيراً من الناس أسرى لما تعوّدوه، وكلما حاولوا ترك العوائد راجعوا، ذلك لأن للعادات سلطاناً على النفوس وهيمنة على القلوب، كم منا من تملكه عاداته في طعامه وشرابه ونومه ويقظته، فلا يستطيع الفكاك منها، والصوم علاج نافع لكثير من هذه العادات فيتخلص به من أعبائها وأثقالها، وبه يستطيع المسلم - إذا عزم وصمّم - أن يترك ما شان من العادات ويتخلى عنه دون أن يصيبه أذى أو يلحقه ضرر، ثم ينتقل إلى محاربة عادات لها مضارها ومآثمها كالليالي الساهرة، والحفلات المستهترة، والعلاقات الخبيثة، وكالإدمان على الدخان والششية والقات، ونحوه من المفتّرات والمخدرات أو الشهوات، من كل ما هو نتيجة لضعف الإرادة والاستسلام المخزي الذي لا يليق بالرجولة ولا يتفق مع الخلال الشريفة. إذا أردتم أن تصوموا فصوموا فيه عن الأحقاد والمآثم والشرور، كفّوا ألسنتكم فيه عن اللغو، وغضّوا أبصاركم عن الحرام، فمن الصائمين من ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ذلك الذي يترك الطعام ويأكل بالغيبة لحوم إخوانه، ويكف عن الشراب، ولكنه لا يكف عن الكذب والغش والعدوان على الناس. وصية للصائمين كونوا أوسع صدوراً، وأندى ألسنة، وأبعد عن المخاصمة والشر، إذا رأيتم زلة فاحتملوها، وإن وجدتم إساءة من إخوانكم فاصبروا عليها، وإن بادأكم أحد بالخصام فلا تردوا بمثله، بل ليقل أحدكم: إني صائم. بركات هذا الشهر من بركة هذا الشهر عظم فضل الأعمال الصالحة فيه، ومنها: قيام الليل: فقد كان رسول الله يرغب في قيام رمضان فيقول: { من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه } [رواه البخاري ومسلم]. الصدقة: فقد { كان النبي أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل } [رواه البخاري ومسلم]، فيستحب الجود والصدقات، ولا سيما الإكثار منها في شهر رمضان المبارك. يستحب الإكثار من تلاوة القرآن الكريم: وكان السلف الصالح رضوان الله عليهم يكثرون من تلاوة القرآن في الصلاة وغيرها. الاعتكاف: وهو ملازمة المسجد للعبادة تقرباً إلى الله عز وجل و { كان النبي يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله } [رواه البخاري ومسلم]. العمرة في رمضان تعدل حجة: كما ثبت عن النبي فيما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. يستحب للصائم السحور: كما أخرج الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي أنه قال: { السحور أكله بركة، فلا تدعوه ولو يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحربن }. ويستحب تعجيل الفطر والدعاء عند الإفطار: فقد روى الترمذي أن النبي قال: { ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم.. }. اللهم تقبل من الصائمين صيامهم، ومن المتصدقين صدقاتهم، ومن القائمين قيامهم، ومن الداعين دعائهم، واغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وأخرجنا من هذا الشهر مغفور لنا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. من فضائل شهر رمضان · عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنة وغُلِّقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين" متفق عليه. · وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان" مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" رواه مسلم. · وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب من ريح المسك، للصائم فرحتان: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه) رواه البخاري. · عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربي منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه؛ ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال فيشفعان) رواه أحمد والطبراني في الكبير. ومن فضائل شهر رمضان أنه: · شهر القرآن: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) البقرة185. · ليلة القدر: (ليلة القدر خير من ألف شهر) القدر3. · لذلك ينبغي على كل حريص ألا يضيع العشر الأواخر من رمضان في شيء سوى التقرب إلى الله وذكره وعبادته، فإحدى تلك العشر هي ليلة القدر. · عمرة رمضان: من استطاع العمرة في رمضان فليعزم عليها، لقوله صلى الله عليه وسلم (عمرة في رمضان كحجة معي). · شهر الجود: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ـ أي أكرم الناس ـ وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة) متفق عليه. · وأجود ما ينبغي أن يكون المرء مع نفسه بأن يكثر من الطاعات، ومع أهله بحسن الخلق وصلة الأرحام والعفو عن المسيء، ومع الناس برد السيئة بالحسنة، فهذا هو الجود وليس فقط بالتصدق بالأموال والبخل بالأخلاق. · شهر الطاعات: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين) متفق عليه. ولكن نزوات النفس وشهواتها وشياطين الإنس يجتهدون في ليالي رمضان ويزدادون في الأسواق وأماكن اللهو، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد عند الله أسواقها). فقد خسر من ضيع ليالي رمضان بين لهو ولغو وتسكع في الأسواق، وبيوت الله مفتوحة والصلوات قائمة والعباد يُنَمُّون تجارتهم مع الله. · وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله:... ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له). رجوع رمضان في التاريخ · في السنة الثانية من الهجرة وفي شهر شعبان فرض الله عز وجل على المسلمين صيام شهر رمضان وكان ذلك قبل غزوة بدر. · وقعت غزوة بدر الكبرى يوم الجمعة في السابع عشر من رمضان وكان ذلك في السنة الثانية من الهجرة وسميت معركة الفرقان. · في رمضان من السنة الثامنة للهجرة تم الفتح المبين ـ فتح مكة ـ دخلها النبي صلى الله عليه وسلم دون قتال وأعطى أهلها الأمان فدخلوا في دين الله آمنين. · في القرن الرابع الهجري وفي رمضان من عام 361هـ تم بناء (الجامع الأزهر)، وهو ثالث جامع بني في مصر، وسمي بالأزهر نسبة للسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها. · في شهر رمضان عام 479 للهجرة انتصر المسلمون على الإفرنج في الأندلس في معركة الزلاقة بقيادة يوسف بن تاشفين. · في الخامس والعشرين من رمضان عام 658 للهجرة انتصر المسلمون بقيادة القائد قطز على جيوش التتار في فلسطين في معركة عين جالوت. رجوع أنواع الصيام أولاً: الفرض: · صوم رمضان: قال تعالى (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) البقرة 185. · صوم النذر: كمن نذر أن يصوم عشرة أيام من شعبان فيجب عليه صيامها في شعبان. · صوم الكفارة: كأن يصوم شهرين متتابعين كفارة للقتل الخطأ، وأن يصوم ثلاثة أيام كفارة لليمين. ثانياً: التطوع: · ويشمل ما هو سنة كصوم عاشوراء وتاسوعاء، وستة أيام من شوال وصوم، يوم عرفة وصوم تسعة أيام من أول ذي الحجة، وصوم شهر الله المحرم، وصوم الاثنين والخميس، وصوم يوم وإفطار يوم وهو أفضل الصيام، وغيرها من الأيام المستحب صومها. ثالثاً: المنهي عنه: · كصوم يوم الشك وهو يوم الثلاثين من شعبان إذا كان هناك شك في رؤية الهلال، وصوم يومي العيد، وصوم يوم الجمعة منفرداً، وصوم الدهر كأن لا يفطر الصائم أبداً، وصوم المرأة تطوعاً بغير إذن زوجها وهو حاضر، وغيرها من أنواع الصيام المحرم أو المكروه. رجوع في أركان الصوم أركان الصوم هي: 1. النية، وهي عزم القلب على الصوم امتثالاً لأمر الله عز وجل، أو تقرباً إليه لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات). فإذا كان الصوم فرضاً فالنية تجب بليل قبل الفجر، لقوله صلى الله عليه وسلم :(من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له). وإن كان نفلاً صحت ولو بعد طلوع الفجر, وارتفاع النهار، إن لم يكن قد طعم شيئاً، لقول عائشة رضي الله عنها: (دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: "هل عندكم شيء؟ قلنا لا، فقال: فإني صائم" رواه مسلم. 2. الإمساك، وهو الكف عن المفطرات من أكل وشرب وجماع. 3. الزمان، والمراد به النهار، وهو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، فلو صام امرؤ ليلاً أو أفطر نهارا،ً ما صح صومه أبدا،ً لقوله تعالى: (ثم أتموا الصيام إلى الليل). · شروط الصوم يشترط في وجوب الصوم على المسلم أن يكون عاقلاً بالغاً، لقوله صلى الله عليه وسلم (رُفِع القلم عن ثلاثة: (المجنون حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم). وإن كانت مسلمة يشترط لها في صحة صومها أن تكون طاهرة من دم الحيض والنفاس، لقوله صلى الله عليه وسلم في بيان نقصان دِين المرأة (أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟) البخاري. · المريض: إذا مرض المسلم في رمضان نظر: فإن كان يَقْدر على الصوم بلا مشقة شديدة صام، وإن لم يقدر أفطر، ثم إن كان يرجو البرء من مرضه فإنه ينتظر حتى البرء ثم يقضي ما أفطر فيه، وإن كان لا يرجى برؤه أفطر وتصدق عن كل يوم يفطره بمد من طعام، أي حفنة قمح، لقوله تعالى: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين). · من فقه الصيام . من أكل ناسياً: أخرج الشيخان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا نسي أحدكم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه). . من أدركه الفجر جنباً: عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم) متفق عليه. . الطيب والاكتحال لا بأس به للصائم، ولم يرد دليل بالنهي عنه. . بلع الريق لا يفطر الصائم. . التبرد وهو أن يصب الإنسان الماء على جسمه للارتياح ولا شيء فيه. . حكم الحامل والمرضع: لهما أن تفطرا وتقضيا بعد رمضان إن خشيتا ضعفاً أو أثراً على الجنين. . خروج الدم من الفم أو الأنف، والقيء: تعمد القيء يفطر الصائم، أما إن غلبه القيء وخرج الدم دون إرادته فيغسل فاه ويكمل صومه ولا شيء عليه إن شاء الله. . من يريد السفر له أن يصوم أو أن يفطر حسب طاقته، وكلا الأمرين ثابت في السنة، فكان الصحابة في سفرهم منهم الصائم ومنهم المفطر، ولا ينكر أحد على أحد. رجوع آداب الصيام يستحب للصائم أن يراعي في صيامه الآداب التالية: 1. السحور: وقد أجمعت الأمة على استحبابه، وأنه لا إثم على من تركه، فعن أنس رضي الله عنه: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :(تسحروا فإن في السحور بركة) رواه البخاري ومسلم. 2. تعجيل الفطر: ويستحب للصائم أن يعجل الفطر متى تحقق غروب الشمس؛ فعن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) رواه البخاري ومسلم. 3. الدعاء عند الفطر وأثناء الصيام: وروى الترمذي ـ بسند حسن ـ أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر والإمام العادل والمظلوم). 4. الكف عما يتنافى مع الصيام: فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل: إني صائم، إني صائم )رواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم. 5. السواك: لحديث عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مالا أحصي يتسوك وهو صائم ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي. 6. الجود ومدارسة القرآن: الجود ومدارسة القرآن مستحبان في كل يوم، إلا أنهما آكد في رمضان. روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حيث يلقاه جبريل، وكان يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة". 7. الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان: روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم: "كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر" وفي رواية لمسلم :"كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره" رجوع فيما يبطل الصوم · ما يبطل الصوم أمور هي: 1. وصول مائع إلى الجوف، بوساطة الأنف كالسعوط، أو للعين والأذن كالتقطير، أو الدبر وقُبُل المرأة كالحقنة. 2. ما وصل إلى الجوف بالمبالغة في المضمضة والاستنشاق في الوضوء وغيره. 3. خروج المني، بمداومة النظر، أو إدامة الفكر، أو قبلة أو مباشرة. 4. الاستقاء العمد، لقوله صلى الله عليه وسلم (من استقاء عمداً فليقض). أما من غلبه القيء فقاء بدون اختياره فلا يفسد صومه. 5. الأكل والشرب أو الوطء في حال الإكراه على ذلك. 6. من أكل أو شرب ظاناً بقاء الليل ثم تبين له طلوع الفجر. 7. من أكل أو شرب ظاناً دخول الليل ثم تبين له بقاء النهار. 8. من أكل أو شرب ناسياً ثم لم يمسك، ظاناً أن الإمساك غير واجب عليه ما دام قد أكل وشرب، فواصل الفطر إلى الليل. 9. وصول ما ليس بطعام أو شراب إلى الجوف بوساطة الفم، كابتلاع جوهرة أو خيط، لما روي أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( الصوم لما دخل وليس لما خرج ) يريد رضي الله عنه بهذا أن الصوم يفسد بما دخل في الجوف لا بما يخرج كالدم والقيء. 10. رفض نية الصوم ولو لم يأكل أو يشرب، إن كان غير متأول للإفطار، وإلا فلا. 11. الردة عن الإسلام إن عاد إليه، لقوله تعالى: (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) رجوع الجوانب التربوية في الصوم 1. صفة الإخلاص لله وحسن مراقبته، لأنه سر بين العبد وربه،والإخلاص لله من أعظم وألزم القربات إليه، فلا خير من عمل أو جهد إذا خلا من الإخلاص لله سبحانه وتعالى، فالله غني عن الشركة ولا يقبل إلا العمل الخالص لوجهه. 2. والصوم فيه مجاهدة لرغبات النفس والجسد، وفي ذلك تقوية لإرادة المسلم، فالصائم يكبح جماح نفسه وشهواته عن الحلال فترة من اليوم، وفى ذلك عون له على أن يمتنع عن الحرام باقي الأوقات. 3. الصوم يكسب الصائم فضيلة الصبر التي تعينه على تخطي العقبات والتحديات في مواصلة سيره إلى الله في هذه العبادة. 4. الصوم يربي الجوارح ويهذب النفس شهرًا كاملا، فتعتاد ذلك، فلا يقتصر الصوم على شهوتي البطن والفرج, ولكن الصوم الصحيح أن تصوم الجوارح كلها عن كل ما حرم الله، فالعين والأذن واللسان واليد والرجل بجانب الفم والفرج, وكل ذلك جانب تربوي هام في شخصية المسلم. 5. والصوم يكسب صاحبه فضيلة الحلم على الجاهلين, فإذا خاصمه أحد أو سابه أو استثاره يكظم غيظه ويحلم ويقول: (إني صائم,إني صائم, إني صائم) 6. والصوم يربي في قلب الصائم العطف على الفقير والمحتاج حينما يشعر بألم الجوع, فيسارع إلى مد يد العون له, وجاءت زكاة الفطر لتؤكد هذا الجانب وتذكر به، وذلك جانب تربوي هام يلزم أن يسود بين المسلمين لتدوم الرابطة والمودة والإخاء بينهم على طول الدوام. 7. والصوم يعلم الصائم ما يفرح له المؤمن من توفيق الله وعونه لأداء العبادة والإخلاص لله حينما يذكرنا الرسول : (للصائم فرحتان، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه)رواه مسلم، (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)وفي هذا تصحيح لتصورات خاطئة عند الكثير حينما يفرحون لأعراض الدنيا عندما تقبل عليهم ويحزنون عند افتقادها. رجوع من فوائد الصيام · من فوائد الصيام الناظر في التكاليف الشرعية التي كلف الله تعالى بها عبادة لا يكاد يرى تكليفاً من هذه التكاليف إلا وفيه من الفوائد الدنيوية والأخروية ما يعجز العاقل عن حصرها. ذلك لأنها قائمة على سعادة البشر في دينهم ودنياهم والصوم أحد هذه التكاليف الشرعية، فليس بدعاً أن تكون له فوائد وحكم جمة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: * أن الصوم يكسر شهوات النفس من الشبع والري ومعاشرة النساء، حيث إن هذه الشهوات ترتاح إليها النفس وقد تفضي بصاحبها إلى الأشر والبطر والغفلة فيهلك. * ومنها أيضاً أنه سبيل لإزالة قساوة القلب وغلظته، وطريق لترقيقه وليونته، فتزكوا النفس وتطهر وتخف عليها العبادة وتشعر بحلاوتها ولذتها فتسعد بالقبول والراحة. * ومنها أيضاً أنه سبيل إلى معرفة قدر نعمة الله تعالى على العبد ـ فبضدها تتميز الأشياء ـ فيشكر ربه على هذه النعم, فيستديم النعمة ويستزيدها لقوله تعالى" لئن شكرتم لأزيدنكم" إبراهيم آية 7. * ومنها أيضا تضييق مجاري الشيطان حيث يجرى من ابن آدم مجرى الدم. * ومنها الشعور بالفقراء والعطف والحنو عليهم لأن الجوع والعطش يذكر الصائم بحال أصحاب هذه الأكباد الجائعة، وقد جاء عن يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ـ قد كان على خزائن الأرض ـ أنه كان يتجوع فقيل له: تجوع وخزائن الأرض بيدك؟ فقال: إني أخاف أن أشبع فأنسى الجائع" * ومنها أنه من أكبر العون على تقوى الله تعالى التي هي اسم جامع لكل ما يتقى به النار من فعل المأمورات، واجتناب المنهيات. · الصيام.. والأمراض الجلدية يقول الأستاذ الدكتور/ محمد الظواهري – أستاذ الأمراض الجلدية: إن كرم رمضان يشمل مرضى الأمراض الجلدية.. إذ تتحسن بعض هذه الأمراض بالصوم. ويتأتى هذا من أن هناك علاقة متينة بين الغذاء وإصابة الإنسان بالأمراض الجلدية. إذ أن الامتناع عن الطعام والشراب مدة ما, تقلل من الماء في الجسم والدم وهذا بدوره يدعو إلى قلته في الجلد, وحينئذ تزداد مقاومة الجلد للأمراض المعدية والميكروبية، ومقاومة الجلد في علاج الأمراض المعدية هي العامل الأول الذي يعتمد عليه في سرعة الشفاء، وتقلل قلة الماء في الجلد أيضًا من حدة الأمراض الجلدية الالتهابية والحادة والمنتشرة بمساحات كبيرة في الجسم. – كما أن قلة الطعام تؤدي إلى نقص الكمية التي تصل إلى الأمعاء وهذا بدوره يريحها من تكاثر الميكروبات الكامنة بها وما أكثرها.. عندئذ يقل نشاط تلك الميكروبات المعدية ويقل إفرازها للسموم، وبالتالي يقل امتصاص تلك السموم من الأمعاء. وهذه السموم تسبب العديد من الأمراض الجلدية. والأمعاء ما هي إلا بؤرة خطرة من البؤر العفنة التي تشع سمومها عند كثير من الناس, وتؤذي الجسم والجلد وتسبب لهما أمراضًا لا حصر لها, وشهر رمضان هو هدنة للراحة من تلك السموم وأضرارها. ويعالج الصيام أيضًا أمراض البشرة الدهنية وأمراض زيادة الحساسية. رجوععادات احذرها · عادات احذرها تظهر مع الصيام بعض العادات غير الحميدة تتسرب إلى الصائم دون أن يشعر بأثرها، لكنها في الوقت نفسه مضرة ولها آثار جانبية كثيرة، ننبه في هذه العجالة على بعضها لعل من يطلع عليها يحذرها ويجتنب الوقوع فيها. ومن هذه العادات: 1. الإسراف: خلق ذميم جاء الشرع بالتحذير منه والنهي عنه في كل الأحوال وعموم الأزمان, قال تعالى "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا" الفرقان آية 67, وقال تعالى: "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً" الإسراء آية:27, وفي السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل والبس ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة". والإسراف يؤثر على القلب حيث يطفئ نوره ويعور عين بصيرته، ويثقل سمعه، ويضعف قواه كلها، ويوهن صحته، ويفتر عزيمته وهمته ،كل هذه الأمور تصيب القلب بسبب الإسراف. 2. الشبع المفرط: ومن العادات الذميمة في رمضان الشبع المفرط نتيجة للجوع الذي يتعرض له الصائم، ولكن هذا الشبع له تأثير سلبي، حيث يثقل الجسد عن الطاعات، ويشغله بمزاولة مؤنة البطن ومحاولة الحصول عليها حتى يظفر بها، فإذا حصل الصائم على متطلبات إفطاره وامتلاء بطنه انشغل بمزاولة تصرفها، أي التخلص من الامتلاء والبحث عن المهضمات، والخوف من الضرر الناجم عن الشبع، ومن مضار الشبع أنه يقوي مواد الشهوة وطرق مجاري الشيطان حيث يوسعها لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم, فالصوم يضيق مجاريه ويسد علبه طرقه والشبع يوسعها، ومن أكل كثيراً شرب كثيراً فنام كثيراً فخسر كثيراً، وفي الحديث المشهور"ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن بها صلبه فإن كان لا بد فاعلًا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه" رواه الترمذي وابن ماجه 3. كثرة النوم: النوم الكثير له آثار سلبية كثيرة ،منها أنه يميت القلب، ويوهن البدن، ويضيع الوقت، ويورث كثرة الغفلة والنسيان والكسل، وكما مر معنا من أكل كثيراً شرب كثيراً فنام كثيراً فخسر كثيراً. أسأل الله عز وجل أن يعيننا على طاعته، وأن يرزقنا بره آمين. رجوع العشر الأواخر من رمضان · الاجتهاد فيها: ففي صحيح مسلم عن عائشة t:" أن النبي r يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها". وفي الصحيحين عنها قالت: "كان النبي r إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله" ففي هذا الحديث دليل على فضيلة هذه العشر لأن النبي r كان يجتهد فيها أكثر مما يجتهد في غيرها، وهذا شامل للاجتهاد في جميع أنواع العبادة من صلاة وقرآن وغيره وذكر وصدقة وغيرها. · الاعتكاف فيها: ففي الصحيحين عن عائشة t أن النبي r "كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله". والاعتكاف لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله عز وجل. · تحري ليلة القدر: ذهب الفقهاء إلى أن ليلة القدر أفضل الليالي، وأن العمل الصالح فيها خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، قال تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر) القدر 3. فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r "من قام ليلة القدر إيماناً واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري. · محل ليلة القدر: فالصحيح المشهور لدى جمهور الفقهاء أنها في العشر الأواخر من رمضان، لكثرة الأحاديث التي وردت في التماسها في العشر الأواخر من رمضان، وتؤكد أنها في الأوتار ومنحصرة فيها، لقوله r "تحروا ليلة القدر في الوتر العشر الأواخر من رمضان" رواه البخاري. ويكون إحياء ليلة القدر بالصلاة وقراءة القرآن وغير ذلك من الأعمال الصالحة، وأن يكثر من دعاء: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" لحديث عائشة t. رجوع زكاة الفطر · زكاة الفطر: أي الزكاة التي تجب بالفطر من رمضان. وأضيفت الزكاة إلى الفطر لأنه سبب وجوبها، وقيل لها فطرة كأنها من الفطرة التي هي الخلقة. · حكمة مشروعيتها: والحكمة من مشروعية زكاة الفطر الرفق بالفقراء بإغنائهم عن السؤال في يوم العيد، وإدخال السرور عليهم في يوم يُسر المؤمنين بقدوم العيد، وتطهير من وجبت عليه بعد شهر الصوم من اللغو والرفث. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "فرض رسول اللهr زكاة الفطر، طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، من أدّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات" رواه أبو داود وحسّنه الألباني. · على من تجب؟ ذهب جمهور الفقهاء إلى أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم صغير أوكبير، ذكر أو أنثى، حر أم عبد. فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "فرض رسول اللهr زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على كل حر أو عبد ذكر أو أنثى من المسلمين" متفق عليه. · هل يجوز أخذها نقداً: يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً. ويقدر في العام الحالي بمبلغ دينار كويتي واحد على كل فرد، وقد أخذت اللجنة بهذا لما فيه من التيسير على المزكي وعلى الفقير، إلا أن تقدير هذه القيمة بدينار ليس تقديراً ثابتاً بل يختلف من عام لعام ومن بلد لبلد. · هل يجوز إخراج الزكاة خارج البلاد؟ يجوز نقل زكاة الفطر إلى بلد آخر غير البلد الذي يقيم فيه المزكي إذا كان في ذلك البلد من هم أحوج إليها من أهل البلد الذي فيه المزكي، أو كان في ذلك البلد قرابة للمزكي من أهل استحقاق الزكاة، أو إذا كان في نقلها تحقيق مصلحة عامة للمسلمين أكثر مما لو لم تنقل. والله سبحانه وتعالى أعلم. رجوع فرحة العيد · للمؤمن فرحتان العيد هو موسم الفرح والسرور قالr "للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه" متفق عليه. قال القرطبي: معناه فرح بزوال جوعه وعطشه حيث أبيح له الفطر، (وفرح بصومه) أي بجزائه وثوابه؛ وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بمولاهم إذا فازوا بإكمال طاعته وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها، بفضله ومغفرته، كما قال تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) يونس 58. قال بعض العارفين: ما فرح أحد بغير الله إلا لغفلته عن الله، فالغافل يفرح بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بمولاه. ولما قدم النبيr المدينة كان لهم يومان يلعبون فيهما فقال: (إن الله قد أبدلكم يومين خيراً منهما يوم الفطر والأضحى) أخرجه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح. والحديث دليل على أن إظهار السرور في العيدين مندوب، وأن ذلك من الشريعة، فيجوز التوسعة على الأولاد في الأعياد بما يحصل لهم من ترويح البدن وبسط النفس مما ليس بمحظور ولا شاغل عن طاعة الله. رجوع هديه صلى الله عليه وسلم في العيد · استحباب الغسل والتطيب ولبس أجمل الثياب: قال ابن القيم: وكان r يلبس لهما (أي للعيدين) أجمل ثيابه وكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يغتسل للعيدين. أخرجه ابن أبي شيبة بأسانيد صحيحة. · الأكل قبل الخروج في الفطر دون الأضحى: قال أنس رضي الله عنه كان النبي r لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً. رواه البخاري. ويأكلهن وتراً: أي واحدة أو ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً .. وهكذا. · الخروج إلى المصلى: عن أبي سعيد الخدري قال: كان الرسولr يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى" رواه البخاري. ويسن الخروج إلى المصلى ماشياً فإن عاد ندب له أن يسير من طريق آخر غير التي أتى منها فعن جابر رضي الله عنه قال: "كان رسول الله r إذا كان يوم العيد خالف الطريق" رواه البخاري. · خروج النساء والصبيان: يشرع خروج الصبيان والنساء في العيدين للمصلى من غير فرق بين البكر والثيب والشابة والعجوز والحائض، لحديث أم عطية قالت: "أمرنا أن نخرج العواتق ـ أي الجارية البالغة ـ والحُيَّض في العيدين يشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزل الحيّض المصلى" متفق عليه. · وقت صلاة العيد: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن وقت صلاة العيدين يبتدئ عند ارتفاع الشمس قدر رمح وهو الوقت الذي تحل فيه النافلة ويمتد وقتها إلى ابتداء الزوال. · التكبير في أيام العيد: التكبير يبتدئ من ليلة العيد، ويستمر في الفطر إلى أن يخرج الإمام للصلاة. ولفظه: الله أكبر ، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. · التهنئة بالعيد: يقول المسلم لأخيه: "تقبل الله منا ومنك" رواه أحمد بسند صحيح. رجوع صيام ستة من شوال والتطوع عموماً · كصيام الدهر: يشرع للمسلم صيام ستة أيام من شوال، وفي ذلك فضل عظيم وأجر كبير، كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري أن النبي r قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر). وإنما كان صيام الست من شوال مع صيام رمضان كصيام الدهر؛ لأن رمضان عن عشرة أشهر، حيث إن الحسنة بعشر أمثالها، والست من شوال عن ستين يوماً (شهرين)، أيضًا لأن الحسنة بعشر أمثالها، وعشرة أشهر مع شهرين حَوْل كامل، قال r "صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة) رواه النسائي. · أحب الصيام إلى الله تعالى: صوم يوم وإفطار يوم، وهذا أفضل التطوع، لما روى عبد الله بن عمرو أن النبي r قال: "أحب الصيام إلى الله تعالى صيام داود، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا" رواه البخاري ومسلم. · صيام أيام البيض: وهي الأيام 13، 14، 15، من كل شهر، لقول أبي هريرة t "أوصاني خليلي r بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام". · فيها تعرض الأعمال: كان النبي r يصوم يوم الخميس ويوم الاثنين فسئل عن ذلك فقال (إن الأعمال تُعْرض يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم" أخرجه أبو داود والنسائي. فاحرص على صيام ستة من شوال وعلى الصيام عمومًا، فهناك أيام صيامها أكثر من غيرها أجراً وثوابا :كصيام يوم الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر. ويوم عرفة لغير الحاج، وصيام عاشوراء وهو اليوم العاشر من محرم، وشعبان، وصوم شهر الله المحرم.
الموضوع الأصلي : فضائل صوم شهر رمضان // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: امين