السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله صباحكم وَ مساؤكم بـ كلّ الودّ والمحبة أخواني ..
قد نستغرب هذه الدعوة " ياربّ متى أصير ياباني " ولكن ما أنّ لفظها
أحدهم حتى ألهمني بحقيقة وسرح بي الخيال لـ أبعاد حقيقة هذه
الدعوة و الدوافع التي جعلت من صاحبنا بِ كُلّ أنواع الاحباط واليأس
يقولها ..
قد نوافقهُ على تذمّره فما أنّ تطرى كلمة اليابان ، حتى يُخيّل لنا إنسراد
معاني الكفاح والعمل والنجاح الباهر !!
ولكن هل فكّرنا ولو لـ مرّة كيف همّ أصبحوا هكذا وَ كيف نحن أصبحنا فقط
نسعى خلفهم بـ إنبهار دون ملاحقتهم لمعرفة السبب الحقيقي خلف قٍصص
نجاح إختراعاتهم وإنتشار سمعتهم بـ أنّهم الأفضل !
مشهدينْ أريد تصويرهم من خيالي علّ الصورة تكون أوضح أحبتي !
المشهـد الأول :
أبو محمد يملك أرض قابلة لـ الزراعة وجلّ ما يملك هيَ ، طموح نعم إنه طموح
ولديه أحلام بأنّ يستغلها ويزرعها ، وما أنّ يعود لمنزله ويتوسّد مضجعه حتّى
يبدأ مُسلسل الأحلام بِـ أنّ يُصبح تاجر خضروات وفواكه وَ يملك منزلاً فارهاً ورصيد
مِنْ المال في إحدى البنوك !
صديقنا أبو محمد لم يُحقق أيّاً مِنْ أحلامه ، فَ كيف بتلك الأحلام أنّ تتحققّ دون
تحريك ساكنٍ مِنْ أبو محمد ، مرّ شهرٌ وشهرانْ وَعامٌ وعامانْ ولا زالَ أبو محمد يرسمْ
أحلامه في خيالٍ كاد أنّ يقتله ..
ذاتْ مرّة سألنا أبو محمد عن سببْ عدم تحقيقه لـ ما كان يصبو إليه فكانْ نجاحُ غيره
شمّاعة تهيئاته وَ شُغله الشاغل هوَ الحديث عنْ إنجاز أبو سعود وأنّه يملك الحظ !
المشهـد الثاني :
أبو سعود لآ يختلف عن صديقنا أبو محمد في ممتلكاته ، لديه أرض أيضاً قابلة
للزراعة ، ولديه طُموحٌ وأحلام كَـ أبو محمد ولكن شتّان ما بينهما فـ أبو سعود
رجلٌ مُثابر وَمجتهد ، يستيقظ صباحاً مع عُمّاله وَيُسقي بذور أحلامه بـ عرق
مجهوده وصبره ، لم يكن مُتذمّراً ، بلّ كان مكافحاً ونظره للأفق تستقر بدعوة أنّ
يتوفّق ويتحقق حُلمه ..
مرّت الايام وأصبح أبو سعود مِنْ أشهر التُجّار في مجال الخضروات وَالفواكه ، ولكن
هل أصبح نجاحه هذا مِنْ خواء ؟
هل نام ليلاً وأصبح تاجراً صباحاً ؟
شتّان مآ بين المشهد الأولى والثاني فَـ ذاك لم يجتهد ، ونظر لنجاح غيره بأنّه
لن يستطيع تحقيقه وأنّه صاحب حظ ولديه مؤهلاتْ وأصبح يُسرد أعذاراً كان
بإمكانه أنّ يوظفها لصالح شخصه وتصبّ في مصلحته بِ الشكل الإيجابي ، أمّا
المشهد الثاني فكان مُجتهداً ومكافحاً ولم يرضخ للأحلام بالسُكون دون بذل جهدٍ
يأتي ثماره يانع وناضج !
إذاً أحبتي .. هل سألنا أنفسنا عن مشوار حلم قطعناه في هذه الحياة دون
تحقيق النجاح فيه .. بـ هلّ بذلنا ذاك المجهود الذي يشفع لنا تذمّرنا مالم ننجح؟
هل ثابرنا وكافحنا لـ أجل أنّ نصل لما نُريد .. بدلاً مِنْ أنّ ننظر للناجحين وَنُعظّمهم
ونحن بامكاننا إنجاز ضِعف إنجازاتهم فقط بمضاعفة جهودنا وَ الصبر علىَ الصعاب وَ
المثابرة والإيمان بأنّه إنّ لمّ نُحقق طموحنا هذه المرة سَ نُحققه في المرة التالية ؟
هذا ما أُريده أنّ أرسله لكم أحبتي .. رسالة واضحة وأعلم تماماً أنّكم أعلم بها
مِنْ قبلي ، لكنْ هل آمنا بها دون أنّ نجعل الاحباط يُكتّف أمالنا وَ يُقيّد عزيمتنا
علىَ أرض الواقـع !
آخر قولي هوَ .. الياباني الناجح لم يُولد ولديه صحيفة نجاحاتٍ وإنجازاتْ ، بلّ بذل
جُهداً تترجم في النهاية بـ نجاحٍ يُشار إليه .. وَنحنُ أيضاً بإمكاننا أنّ نُصبح أفضل منه
فقط إنّ خلعنا رداء الخيبة والاحباط وإرتدينا رداء العزيمة القوية لنيل ما نريد ..
أرجو أنّ أكون وُفقّت في كتابة ما جال في خاطري وَ
كلّ المُنى بدعوةٍ منكمْ في ظهر الغيبْ لآحرمني الله منها ..
محبتي وأحترامي لكم جميعاً