مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اقتفي أثره إلى يوم الدين.
أما بعد:
نعم الله عز وجل، وعطاياه لا تحد ولا تعد، يقول الله تعالى: ?وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا? [النحل: 17] ومن تلك النعم العظيمة وأجلها، وأعظمها نعمة الأبناء يقول سبحانه وتعالى: ?الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا? [الكهف: 46] لا يعلم عظم هذه النعمة إلا من حرم منها، فتراه ينفق ماله ووقته وجهده في سبيل البحث عن علاج لما أصابه، وهذه النعمة العظيمة هي أمانة ومسؤولية يسأل عنها الوالدان يوم القيامة أحفظا أم ضيعا، والأبناء نعمة إذا ربوا على قال الله، وقال رسوله، وهم الاستثمار والاستمرار لعمل المسلم الصالح، يقول المصطفى ?: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، وذكر منها: ولد صالح يدعو له»( ) وقد يكونون نقمة إذا أهملوا أو ربوا على غير ذلك، يقول ابن القيم رحمه الله: فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة وأكثر الأبناء جاء فسادهم من قبل والديهم حيث لم يعلموهم أمور دينهم، وزينة التربية لا يكتمل بهاؤها وجمالها إلا بالدين وحسن الخلق وإلا كانت وبالاً على الوالدين في الدنيا والآخرة.
وقال ?: «ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن»( )( ) والأبناء أمانة والله يقول: ?إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا? [الأحزاب: 72].
ويقول سبحانه: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ? [التحريم: 6]. فهل نقي أنفسنا، وأبناءنا، ونؤدي هذه الأمانة كما يريد الله ورسوله، فالمصطفى ? يقول: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»( ) .
أخي المربي الفاضل: إن التربية علم، وفن، وما انحرف بعض الأبناء وما انجرفوا في تيارات الضلال إلا بعد أن تهاون الآباء، والأمهات عن الإلمام بقواعد هذا الفن، والعلم، ثم فرطوا في القيام بواجب التربية.
إن الطفل له مشاعر وأحاسيس فعامله باحترام وبحب، وتقدير فهو يفهم، ويحس ويتأثر، ويتكون 90 بالمائة من شخصيته منذ الولادة حتى السنة الخامسة.
وبعد فهذه مجموعة من الوصايا في التربية، وهي عصارة من تجربتي وقراءتي حيث عملت في حقل التعليم بمراحل الثلاثة (الابتدائية والمتوسطة والثانوية)، وقبل ذلك وبعده أب لعدد من البنين والبنات، أزفها لك أيها الأخ الحبيب، أيتها الأم المباركة بمداد من الحب وغلاف من الشفقة والاحترام، سائلا المولى سبحانه وتعالى أن ينفع بها من كتبها وقرأها، وأن يجعلها في ميزان الحسنات أبدأها مستعينًا بالله سبحانه وتعالى بالوصية الأولى، وسوف يتبع هذا الكتاب كتاب أكثر تفصيلاً في هذه الوصايا، وكتاب آخر "أخطاء في التربية" إن شاء الله من باب قول القائل: "عرفت الشر لا للشر، ولكن من أجل توقيه، ومن لا يعرف الشر يوشك أن يقع فيه".
الوصية الأولى
الإخلاص في التربية
أيها المربي الفاضل، إننا معاشر المربين نتعبد الله في التربية، إنا نربي لله، ومن أجل مرضاته، ومن أجل إيجاد جيل تتم به الخلافة في الأرض، ينفع نفسه، وأسرته، وأمته، وليس من أجل أن يقال: ابن فلان، ذو خلق عال أو مرتبة رفيعة فتربيتنا تقوم على أساسين: الإخلاص لله، والمتابعة لهدي رسول الله ? في طريقة التربية. فليس للمربي أن يجتهد من تلقاء نفسه، فالله يقول: ?مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ?[الأنعام: 38].
الوصية الثانية
الاحتساب في التربية
المسلم مأمور أن يحتسب في جميع أعماله الدينية والدنيوية، ومن أفضل وأهم الأعمال التي يتقرب بها إلى الله أمر التربية فلا بد أن تحتسب أيها المربي، وتصبر، وتصابر على كل ما تلاقي في هذه المهمة المضنية. . فالتربية شاقة لا راحة معها، وطويلة لا انتهاء لها، ومكلفة لا شحاحة فيها، أخي المربي استصحب النية في جميع أمور التربية حتى تؤجر عليها في النفقة، والتعليم، والممازحة والمداعبة. .
أيها المربي الفاضل: إذا علمت نتائج التربية السليمة من عظم الأجر، والمثوبة هانت عليك الصعاب حيث تقر بهم العيون في الحياة، وينفعون بعد الممات، ويكتب لك في ميزان حسناتك مثل أجور ما عملوا من الصالحات من بنين وبنات، فهل نستشعر ذلك؟
الوصية الثالثة
التوكل على الله سبحانه وتعالى في التربية
أخي المربي الكريم: مهما كانت قدرات ا لمربي، وملكاته، وتعليمه. فإن التربية لا تقف عليه وحده بل على عدة أمور أولها: إرادة الله فالله يقول: ?إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ? [القصص: 56] وثانيها: أسلوب التربية وطريقتها، وثالثها: المربي، وقابليته للتربية (فنوح عليه السلام لم يهد ابنه)
فالاعتماد على النفس فقط من العجز، والغرور فابذل جهدك أيها المربي الفاضل: مع توكلك على الله، وفعل الأسباب ولا تعتمد على نفسك، ولا تركن لقدرتك، ولا تثق بغير ربك، ففوض أمرك إليه وتوكل عليه واستعن به.
الوصية الرابعة
غرس كلمة التوحيد لا إله إلا الله في نفوس الأبناء
أخي المربي: فكما أن من السنة أن تكون أول ما يسمع الطفل فكذلك يجب أن تكون أول ما ينطق، وكان سلف هذه الأمة يعودون أطفالهم النطق بالشهادتين أول ما يبتدئ الطفل الكلام كما يروي ذلك (أنس بن مالك) رضي الله عنه أن أمه كانت تلقن أخًا له صغيرًا الشهادتين منذ بداية نطقه، فنجعل أخي المربي أول كلام أبنائنا كلمة لا إله إلا الله، لتكن آخر كلامه، إن شاء الله، ويختم الله لنا ولهم بخير.
الوصية الخامسة
غرس محبة الله ورسوله
والمؤمنين في قلب الطفل
ويكون ذلك من خلال تبيان، وتعداد نعم الله سبحانه وتعالى المحسوسة، ونبين للابن بالمحسوسات أن الله هو الذي رزقنا ما نطعم، وما نشرب، وأن الله هو الذي سخر لنا هذين الأبوين اللذين يعطفان علينا، ويجلبان لنا كل خير ويدفعان عنا كل شر، وهو الذي أعطانا هذه الصحة، وهو الذي أرسل لنا هذا الرسول الرحيم بأمته، والذي دلنا على طريق الجنة، وحذرنا من النار.
وحب النبي ? وأنه هو الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور بإذن ربه، وأنه هو الذي هدانا إلى طريق الجنة، ولولاه بعد الله لكنا من أهل النار، وأعظم نعمة قدمها لنا النبي ? أن علمنا طريق الجنة، وحذرنا من النار، وشفقته علينا، وشفاعته لنا يوم القيامة ? وحبه سبب لرفقته في الجنة حيث يقول النبي ?: «المرء مع من أحب»( ) وحكاية معجزاته وبيان أخلاقه العظيمة، وسيرته الحميدة، وعطفه على الفقراء، والمحتاجين، ورحمته بسائر المؤمنين.
الوصية السادسة
سعة البال وعدم الاستعجال
أيها المربي الفاضل: إن واجبنا في التربية أن نوسع البال، ونبعد عن الاستعجال، وأن نطيل النفس، ولا بد من التدرج في التغيير، ولا بد من البدء بالأهم فالأهم، وعدم الاستعجال، فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة، ومن سار على الدرب وصل، ومن أدام قرع الباب يوشك أن يفتح له.
الوصية السابعة
غرس الخوف من الله سبحانه وتعالى والمراقبة له
إن مما ينبغي على الأبوين أن يغرسًا في قلوب الناشئة الخوف من الله ومراقبته في كل لحظة لا برجل الشرطة، ولا بمدير المدرسة ولا بغيرهما مما يخوف به الصغار كما تفعل بعض الأمهات، إنما هو تعليق الأبناء بالله فلا يرجى إلا هو، سبحانه، ولا يخاف إلا منه، سبحانه، وهذا ما يسميه علماء التربية بالوازع الديني، وهذا جانب مهم جدًا يغفل عنه بعض الآباء والأمهات.
املأ قلب صغيرك بخوف الله، وأخبره بأن الله يراه أينما كان وأنه مطلع عليه في كل حال، أَصِّل هذا المبدأ في قلب صغيرك، وهو المراقبة لله وأنه مطلع عليه، ومحيط به، ثم أطلق له العنان في الحياة، وهذا هو حال السلف، من ذلك ما نقله (سهل بن عبد الله التستري) مع خاله (محمد بن سوار) الذي كان يلقنه وهو ابن ثلاث سنين بقوله قل: "الله معي، الله ناظر إلي، الله شاهد".
الوصية الثامنة
الحرص على تعليم الأبناء
الأذكار وتعويدهم عليها
أخي المربي الفاضل: إن تعويد الأبناء الأذكار حفظ لهم من شياطين الإنس والجن، عن (ابن عباس) رضي الله عنه قال: كان النبي ? يعوذ الحسن والحسين بقوله: «أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة»( ) فهل نعمل بها حفاظًا على أبنائنا وحرصًا عليهم؟
إن من الأهمية بمكان تعليم الأبناء التسمية قبل الأكل، والحمد بعده، وأذكار دخول الخلاء، والخروج منه والنوم، والاستيقاظ منه، ولبس الجديد، وركوب السيارة وغيرها من الأذكار.
الوصية التاسعة
الرفق في إنكار المنكر
أيها المربي الفاضل: هناك أخطاء ومنكرات مختلفة يقع فيها الأبناء، وهنا يكون دور المربي لمعالجة تلك الأخطاء بالصورة التربوية المناسبة بحيث ينعكس أثرها لدى الابن ليستفيد من خطئه، ولا يرتكبه مرة أخرى، ولنر كيف عالج النبي ? أخطاء الأطفال؟ عن (عمر بن سلمة) رضي الله عنها قال: كنت غلامًا في حجر رسول الله ? وكانت يدي تطيش في الصحفة أي تتحرك هنا، وهناك في الإناء فقال لي رسول الله ?: «يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك» ( ) ولنا في رسول الله أسوة حسنة.
الوصية العاشرة
المداعبـة والملاعبـة
أخي المربي الفاضل: كان نبينا وقدوتنا محمد ? يلاعب الأطفال، ويداعبهم، ويقبلهم، ويرحمهم، ويضاحكهم، ويرفق بهم، حتى وهو في صلاته، فقد كان يصلي بالناس يومًا، فأتى الحسن وصعد على ظهره وهو ساجد، فأطال سجوده فلما انتهى من الصلاة قال: « لعلكم استطلتم سجودي، إن ابني هذا ارتحلني، (أي اتخذني راحلة)، فكرهت أن أعجله» وكان يصلي بالناس، ويحمل أمامة ابنة ابنته (زينب) إذا قام حملها، وإذا سجد أو ركع وضعها بجانبه، وكان ? يمشي على يديه ورجليه ويركب على ظهره الحسن والحسين، ويقول: «نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما»( ) والأمثلة على ذلك من سنته كثيرة، وهذا من باب التمثيل لا الحصر.
الوصية الحادية عشرة
التكنيـــة
أيها المربي الفاضل: إن التكنية للابن أو البنت أمر مهم فيه رفع لقدرهم، ومكانتهم، وكان ذلك من سنته ? فكان يكنى أخًا (لأنس بن مالك) صغيرًا يقول: (أبا عمير) ما فعل النغير، ويقول: لطفلة أحد الصحابة أين (أم خالد)؟ ليلبسها ? ثوبًا بيده. إن التكنية تفوت على الفضوليين إلصاق الصفات الذميمة بهم.
الوصية الثانية عشرة
تعويدهم على القيم الإسلامية
أخي المربي الفاضل: إن من الأهمية بمكان غرس القيم في نفوس الأبناء كالصدق، والأمانة، والإيثار، والعدل، واحترام الكبير، ورحمة الصغير، والتواضع، والصدقة، والرفق بالحيوان، وغيرها من القيم الإسلامية المهمة التي يجب العناية بها منذ نعومة أظفارهم فهم يكتسبون وتتكون شخصياتهم من السنة الثانية وحتى الخامسة بنسبة كبيرة، وتغيير الأخلاق غير المناسبة التي اكتسبوها في الصغر بعد ذلك أمر في غاية الصعوبة، ويخطئ من لا يهتم بهذه المرحلة ويقول ما زالوا صغارًا.
الوصية الثالثة عشرة
التربية بالقدوة
أيها المربي المبارك: إن التربية بالقدوة من أنجع وأنفع الوسائل حيث الأبناء مولعون بتقليد الآباء، و البنات بتقليد أمهاتهن. فلنستغل هذا الولع، وحب التقليد، والمحاكاة للوالدين بتوجيهه الوجهة الصحيحة فمهما كنا آمرين وناهين ولو بعشرات الأوامر، فإن الأمر بالفعل، أو الترك أبلغ، وأكثر تأثيرًا، والقدوة يكون تأثيرها أكثر من 70% ولا يتعدى تأثير الأوامر، والنواهي بالقول 30% ولتعلم: أخي المربي، أختي المربية: أن الصغار يبدؤون التقليد من السنة الثانية، أو قبلها بقليل. فلنحتسب توجيههم إلى الخير ليكن لنا مثل أجورهم من دون أن ينقص من أجورهم شيء جاعلين نصب أعيننا «خير ما نحل والد ولده خلق حسن».
الوصية الرابعة عشرة
الدعاء واللجوء إلى الله عز وجل بصلاح الأبناء
أيها المربي المبارك: إن الدعاء لفاطر الأرض والسماء، الذي بيده مقاليد الأمور، وهو مقلب القلوب، ومحقق المطلوب هو أنجع وأنفع وسائل التربية؛ ادع ربك بصلاح أبنائك وأنت موقن بالإجابة محسن الظن فيه، سبحانه، مع الأخذ بالأسباب، وتحر ساعات الإجابة ولا تمل، وهذا هو دأب الأنبياء (صلوات الله وسلامه عليهم) من ذلك قول خليل الرحمن: ?رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ? [إبراهيم: 46] وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ?: «ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن، ومنها دعوة الوالد لولده»( ). فهل نعنى بذلك، ونجتهد فيه؟
الوصية الخامسة عشرة
طهارة الظاهر والباطن
أخي المربي الفاضل: إن من الوصايا المهمة تعويد الأبناء طهارة الظاهر، والباطن، والصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام، والتي هي أول ما يحاسب عنها العبد يوم القيامة لا تقبل إلا بالطهارة الصحية، وللأسف أن بعض الأبناء لا يحسن الوضوء، فأين دور المربي؟ وكذلك تعويدهم طهارة الباطن أي طهارة القلب من الحقد، والحسد، والضغينة، فهل نعنى بذلك؟
الوصية السادسة عشرة
صلاة النافلة في البيت
أيها المربي الكريم: إن صلاة النافلة في البيت من السنن النبوية التي كان يفعلها ?، ويحث عليها ويرغب فيها، قال ?: «خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة» وفي صلاة النافلة في البيوت فوائد كثيرة منها:
1- الإخلاص.
2- تشجيع الزوجة والأهل على العبادة.
3- إحياء البيوت، وطرد الشياطين.
4- كثرة مشاهدة الصغار لوالدهم وهو يصلي وتقليدهم له، واستفادتهم من طريقة ركوعه، وسجوده وخشوعه حتى إذا انتقلوا إلى المسجد وإذا بهم يؤدونها بالشكل المطلوب.
الوصية السابعة عشرة
أمرهم بالصلاة منذ نعومة أظفارهم
أخي المربي الفاضل هذه هي سنة النبي ? في الصلاة التي أمر بها بقوله: «مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع»( ) حتى تكون لهم عادة، وسجية ولا يستريحوا حتى يؤدوها فيربون عليها بالعادة، والقدوة، والتلقين، والتشجيع، والمتابعة بالتوجيه لمدة ثلاث سنوات، والتي فيها أكثر من خمسة آلاف صلاة.
فهل ترى أن ابنًا من الأبناء يؤمر، ويحفز، ويشجع أكثر من خمسة آلاف مرة ولا يستجيب؟ أرى أن ذلك بعيد إلا أن يشاء الله.
الوصية الثامنة عشرة
لا يضرب الأولاد على الصلاة إلا بعد العاشرة
أيها المربي المبارك: النبي ? منع الضرب على الصلاة التي هي أهم ما يكون في حياة العبد إلا بعد العاشرة، فمن باب أولى عامة الأوامر، وليس من الحكمة أن يضرب الابن على شيء قبل العاشرة. . والضرب آخر العلاجات ويكون على قواعد منها:
1- لا تزيد عن عشرة أسواط.
2- لا تسيل دمًا ولا تضرب في مقتل.
3- لا تضرب الوجه.
4- تبين له سبب الضرب.
5- لا تضرب لأول مرة.
6- لا تضرب أمام الآخرين.
أخي الحبيب: أشعره وأنت تضربه بأنك تحبه، قلل ما استطعت من الضرب، ولأن يهابك ويحبك خير من أن يخافك ويكرهك.
الوصية التاسعة عشرة
تعزيز الطفل على السلوك الحسن والثناء عليه
أخي المربي الفاضل: إن تعزيزنا السلوك، وتصرفات أبنائنا الحسنة تجعلها لهم عادة، وتعينهم على تكرارها، أثن على كل ما هو جميل من قول، أو فعل، شجع، وحفز فالثناء يحسن الأداء، والنقد الدائم يقضي عليه، إن التشجيع أنجع، وأنفع وسائل التربية، ولتكن عيوننا نحلاوية لا تقع إلا على جميل فإنا لن ننجح في تربيتنا إلا إذا كسبنا قلوب أبنائنا، فبالحب والاحترام، والثناء نكسب قلوب الأبناء، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
الوصية العشرون
اللعب في حياة الصغار
لتعلم أخي الحبيب: أن اللعب في حياة الصغار أصل في خلقهم، وتكوينهم، ومن يعارض ذلك فهو يخالف الفطرة فلا يجزع الوالدان من كثرة حركة الأبناء، ولعبهم فهو ضرورة لنموهم لذلك يجب أن تخصص وقتًا لملاعبتهم، والإشراف عليهم نستشيرهم فيه، ونجعلهم تحت المجهر.
الوصية الحادية والعشرون
اطمئــــن
أخي المربي الفاضل: إن العناد لدى الطفل من الرابعة إلى السابعة أمر طبيعي لا يقلق، وإن الكذب من الثالثة إلى الخامسة أمر طبيعي لا تقلق فهي خيالات طفولية لا يقصد فيها الطفل الإخبار بخلاف الواقع، لتعلم أخي الحبيب أن فطرة الابن الاستقلالية، والاعتماد على الذات تبدأ من الشهر الخامس والعشرين أي من سنتين وشهر، فإذا حاول الابن أن يعتمد على نفسه بالأكل، أو اللباس، فهو أمر طبيعي، وإن أصر على ذلك فليس عنادًا، ولتعلم أن كثرة الحركة دليل على الذكاء، وكثرة الأسئلة دليل على سعة الأفق.
الوصية الثانية والعشرون
العقوبة عند الحاجة
أخي المربي الفاضل: إن العقاب هو أساس من أسس، وركائز التربية، والتربية تقوم على مبدأ الثواب، والعقاب ولكن يخطئ كثير من الناس بحصر العقاب بالضرب، والعقاب يجب أن يكون آخر وسيلة للتربية إن لم ينفع مع الطفل الموعظة، والتوجيه، والإرشاد، ولتعلم أخي الحبيب أن المبالغة في العقوبة لا تنهي الخطأ بل تجعل الابن يبالغ في إخفائه ومن وسائل العقاب المناسبة:
1- النظرة الحادة.
2- مدح غيره أمامه بعض الأوقات.
3- الإهمال والتجاهل له.
4- الحرمان من بعض ما يحب .
5- الهجر بالقدر المناسب.
6- الضرب وآخر الدواء الكي.
فلا يكون الضرب إلا عند استنفاد أساليب التربية جميعها ووسائل العقاب كلها، ولتعلم أخي المربي الفاضل أنه كلما زاد العقاب قل تأثيره وربما سبب التمرد.
الوصية الثالثة والعشرون
علم أبناءك مبدأ الشورى
أخي المربي الفاضل إن من أهم الصفات التي يتصف بها المجتمع المسلم أن أموره الصغيرة، والكبيرة التي تتعلق بمصالحه تعتمد على قرار جماعي، وذلك بقول الله تعالى للمصطفى الذي يوحي إليه ?وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ? [آل عمران: 159] وها هو ذا دأب النبي ? يشاور أصحابه في كل أمر بل يطلب المشورة منهم في بعض الأحيان، والأمثلة على ذلك كثيرة من ذلك حفر الخندق، في غزوة الخندق، واختيار موقع غزوة بدر، فلنعلم أبناءنا مبدأ الشورى، ونشاورهم فيما يخصهم فإن ذلك يرسخ فيهم هذا المبدأ، ويبعدهم عن الاستبداد بالرأي، فهذا يعينهم على النجاح في حياتهم.
الوصية الرابعة والعشرون
حاور أبناءك ولا تمل
أيها المربي الفاضل: إن الأبناء يحبون من ينزل إلى مستواهم، ويحاورهم ويحدثهم على قدر عقولهم ويهتم باهتماماتهم وينصت لهم، وإذا أردت أخي المربي أن تمد الجسور بينك وبين أبنائك في الحوار، فلا بد أن تتفهم وتحترم شخصياتهم، وآراءهم وأن تجعل العلاقة بينك وبينهم علاقة الصديق بصديقه ومن علامات نجاحنا في التربية نجاحنا في الحوار مع أبنائنا بطريقة ترضي الأب والابن، ولنا في رسول الله أسوة حسنة عندما حاور الشاب الذي أتى يطلب الأذن في الزنا، فسأله النبي: هل يرضاه لأمه، أو أخته، أو بنته، والشاب يقول: لا يا رسول الله والنبي يقول: «والناس كذلك» حتى قام الشاب بكل قناعة ورضا مع كراهية الزنا.
الوصية الخامسة والعشرون
الحرص على المظهر الخارجي للطفل
أخي المربي الفاضل: إن من الأمور المهمة في التربية الاهتمام بالمظهر الخارجي للطفل من لباس، وشعر ونحوهما، عَوِّد الذكر على المظهر الرجولي، والبعد عن ملابس الميوعة، وعدم التشبه بالإناث، و كذلك عَوِّد البنات على الستر والحجاب منذ الصغر، وإياك واللباس القصير، وإن كانت صغيرة، وعود النوعين ألا يتشبه أحدهما بالآخر، فقد لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، وحذرهم من الملابس التي تحمل الصور التي تبعد عنهم الملائكة وحذرهم من تقليد الغرب في القصات أو الألبسة.
الوصية السادسة والعشرون
مراعاة الفروق الفردية بين الأبناء
أخي المربي: إن الله سبحانه وتعالى لما خلق الخلق جميعًا فرق بينهم في المواهب والقدرات فكل واحد منهم مختلف عن الآخر في القدرة الذهنية، وكذلك البدنية، فيجب أن نراعي هذا ونتلمس ونكتشف هذه المواهب والقدرات، ونتعامل معهم على هذا الأساس.
الوصية السابعة والعشرون
مراعاة المراحل العمرية
أيها المربي الفاضل: إن مراعاة المراحل العمرية للأولاد أمر في غاية الأهمية لنجاح العملية التربوية، وقد قال بعض السلف: (لاعبه سبعًا، وأدبه سبعًا، وصاحبه سبعًا) فالخلط بين هذه المراحل يرهق الآباء، و الأبناء ويتعب النفسيات ويعكر الأمزجة، فكن حكيمًا بإعطاء كل مرحلة ما يناسبها.
الوصية الثامنة والعشرون
الحذر من بسط المشاكل العائلية أمام الأبناء
أيها المربي الفاضل: إن المشاكل العائلية في الأسر، والبيوتات أمر طبيعي فلم تخل منه حتى بيوت النبي ? ولكنه إذا زاد أصبح يمثل خطرًا على هذه الأسرة بشكل عام، وعلى الأبناء بشكل خاص، حيث يمزق نفسياتهم، ويؤثر على مستوياتهم العلمية، ويعكر أمزجتهم فيكونون في حيرة، واضطرابات وخوف دائم من تصدع كيان هذه الأسرة، والطلاق، والفراق، فهل نحتوي مشاكلنا حفاظًا على نفسيات أبنائنا؟
الوصية التاسعة والعشرون
الابتعاد عن المتناقضات في الحياة
أخي المربي الفاضل: إن المتناقضات تهلك الطفل، وتمزق نفسيته، ومن الأمثلة القريبة: المدرس يحذر الطفل من التدخين، وخطره وتحريمه ثم يعود الطفل، ويجد والده في البيت يدخن أو أحد إخوانه، أو أن ينهى الطفل عن أمر ثم يرى من ينهاه يفعل ذلك، أو يؤمر بأمر ثم يرى من يأمره يخالف ذلك فيا ترى ما تأثير هذا على شخصيته؟
الوصية الثلاثون
العـدل بين الأبنــاء
أخي المربي الفاضل إن من الظواهر الاجتماعية السيئة الموجودة في بعض الأسر عدم العدل بين الأولاد سواء بين الذكور أنفسهم، أو بين الذكور، والإناث، لتعلم أخي الحبيب: أن تفضيل أحد الأبناء يوغر الصدور، ويوجد الحزازات والغيرة التي تؤدي إلى البغضاء، والكراهية فلا تفضل الذكور على الإناث، ولا الذكور بعضهم على بعض، ولقد قال بعض السلف: (إن لهم من الحق أن تعدل بينهم كما أن لك عليهم من الحق أن يبروك) فهل يكون منهجنا هو العدل الذي قامت عليه السماوات والأرض؟
والنبي ? يقول: «ساووا بين أولادكم في العطية»( ).
الوصية الحادية والثلاثون
التفـريق بين الأبنـاء في المضـاجع
أخي المربي الكريم: إن التفرقة بين الأبناء في المضاجع أمر في غاية الأهمية، والتفريط فيه في غاية الخطورة، فإن التفرقة في المضاجع بين الجنسين يحب أن تكون من السابعة، وبين الجنس الواحد من العاشرة، وقد ذكر بعض علماء النفس أن الشهوة، والميل الجنسي قد تبدأ مع بعض الأبناء، والبنات منذ سن مبكرة، فالتساهل في ذلك قد يحدث أمورًا لا تحمد عقباها.
الوصية الثانية والثلاثون
الاهتمــام بالقــرآن
أخي المربي الفاضل: إن الاهتمام بالقرآن العظيم، وغرس أهميته في قلوب الناشئة أمر في غاية أمر في غاية الأهمية فيغرس في قلوبهم أن القرآن هو سر عزة هذه الأمة، ورفعتها، وأنه سبب لرفعة مكانة كل من حفظه، وعمل به، وأن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، فعلينا أن نحببهم في القرآن ليحبوا حلق التحفيظ ويشاركوا بها بكل قناعة، واهتمام، فحلق التحفيظ هي الطريق للتفوق العلمي، والتميز الخلقي، وقد قال بعضهم: «إذا أردت أن تعرف مكانك عند الله فاعرف مكانة القرآن عندك».
الوصية الثالثة والثلاثون
اصطحابهم إلى بعض الدروس والمحاضرات المناسبة لأعمارهم
أخي المربي الفاضل: إن اصطحاب الأبناء لبعض الدروس والمحاضرات المناسبة لأعمارهم يرفع مكانتهم عند أنفسهم ويجعلهم يفتخرون بذلك عند أقرانهم، ويعرفهم بأهمية العلم والعلماء ويفتح مداركهم، وقد كان هذا هو دأب السلف، فها هو (عبد الله بن عمر) في مجلس المصطفى ? و(عبد الله بن عباس) في مجلس عمر فهل نعني بذلك؟
الوصية الرابعة والثلاثون
الاتفاق على منهج التربية بين الوالدين
أخي المربي الفاضل: إن الاتفاق بين الزوج، والزوجة في تربية أولادهم أمر في غاية الأهمية فالاتفاق على كثير من الأوامر، والنواهي مسبقًا يبعد التناقض بينهما، ويصبح أمر التربية أمرًا منسجمًا، ويأخذ الابن الأمر بكل مصداقية فلو اختلف أحد الوالدين في وجهة النظر مع الآخر، فليؤجل النقاش، وليكن بعيدًا عن الأولاد فكلما كان الاتفاق أكثر كلما كانت التربية أنفع وأمتع، وإذا نهيتما ابنكما عن أمر فتمسكا به؛ ليتعلم الولد حسن الانضباط والاهتمام، فإياك أن تلين أو تضعف مع كثرة الإلحاح منه.
الوصية الخامسة والثلاثون
إعطاء الأبناء ما يحتاجون من مال
أخي المربي الفاضل: احرص على إعطاء الأبناء ما يحتاجون من المال بقدر الاستطاعة بدون إسراف أو تقتير. فالإسراف قد يعود على عدم معرفة قيمة المال، وصرفه في غير مكانه، والتقتير، أو الحرمان قد يبني في نفوسهم الدونية، أو الحقد والحسد للأقران، أو مد أيديهم إلى الحرام، أو يستغلهم ضعاف النفوس في أمور لا تحمد عقباها فنحن أمة وسط.
الوصية السادسة والثلاثون
غرس النية الصالحة في طلب العلم
أيها المربي الموفق: إن غرس النية الصالحة في طلب العلم يغفل عنه كثير من المربين مع أنه أساس من أسس التربية، فإذا تعلم الابن، وأحسن نيته في طلب العلم نفعه هذا العلم في أمر دينه ودنياه، وجعل سلوكه لطلب العلم طريقًا إلى الجنة، وعبد الله على بصيرة، وسلم من الوعيد الذي قال فيه ?: «من طلب العلم مما يراد به وجه الله لا يطلبه إلا لغرض من الدنيا فإنه لا يجد عرف الجنة – أي رائحتها - » ( ).
الوصية السابعة والثلاثون
ليكن أمرك ونهيك مبررًا
أخي المربي المبارك: احرص على أن يكون أمرك، ونهيك لابنك مبررًا وليس تعسفيًا، منطلقه الحب، والشفقة على الابن، وأشعره بذلك فمثلاً لو أمرته بشرب الحليب برر ذلك بقولك يساعد على نموك، ويزيد قوتك، ذاكر دروسك؛ لتنجح في حياتك. بر والديك، لتدخل الجنة، لا تأكل الحلوى تتسوس أسنانك، لا تجلس في الشمس تضر صحتك، فحاول كلما نهيت عن أمر، أو أمرت أن تضعه في قالب الحرص حفاظًا على سلامة الابن لتمنحه شعورًا بالحب، والأمن، والأمان.
الوصية الثامنة والثلاثون
أعن ولدك على برك
أخي المربي الكريم: حبيبك محمد ? ورد عنه: «رحم الله والدًا أعان ولده على بره»( ) لذلك حري بكل والد أن يعين ولده على بره في أمور منها العدل بين الأبناء، وكذلك اللطف في معاملتهم، واحترامهم، و عدم تحميلهم ما لا يستطيعون، وجميل تنبيههم إلى زلاتهم، وحسن تنبيههم إلى واجباتهم وشكرهم على جميل صنيعهم حيث من لا يشكر الناس لا يشكر الله، احرص على أداء واجباتك تجاه أبنائك قبل المطالبة بحقوقك.
الوصية التاسعة والثلاثون
الشمولية في التربية
أخي المربي الفاضل: إن الشمولية في التربية أمر ضروري فلتكن في تربيتك مراعيًا للجوانب الإيمانية، والروحية والجسدية والعلمية، والسلوكية، فليس من الصواب أن تركز على جانب معين ثم تغفل الجوانب الأخرى، إن من الأشياء التي نراها في حياتنا أن بعض المربين للأسف يحرص على التفوق العلمي، وهذا حسن ولكنه لا يحرص على تفوق أولاده في دينهم، فتجد هذا الابن حريصًا على دراسته، مفرطًا تفريطًا كبيرًا في حرصه على صلاته، ولا يجد التوجيه من مربيه تجاه صلاته، وغيرها من شعائر دينه، والبعض يهتم ماذا أكلوا؟ ومتى ناموا؟ حرصًا على الجسد، والذي يجب أن يكون التوازن بتحقيق جوانب التربية جميعها فلا يطغي جانب على جانب لتحقق التربية أهدافها.
الوصية الأربعون
الجلوس مع أبنائك وقتًا كافيًا
أخي المربي الفاضل: اجلس مع أبنائك بقدر ما تستطيع فإن أبناءك بحاجة ماسة لجلوسك معهم واحتكاكك بهم، والاستفادة من خبراتهم في الحياة، فليست حاجتهم مقصورة على توفير المطعم، والمشرب، والملبس ويخطئ بعض المربين بأن يخرج وهم نيام ويعود وهم نيام، بحجة أنه يعمل من أجلهم، وتوفير سبل الراحة لهم، وقد فوتت عليهم أنفع ما يفيدهم في تربيتهم، وهو الاحتكاك بهم، والإشراف عليهم، وجلسات الحب معهم.
الوصية الحادية والأربعون
صلاح الآباء
أيها المربي المبارك: إن كثيرًا من الآباء الذين يهتمون بأمر التربية يقصرون اهتمامهم على متابعة آخر ما توصل إليه علم التربية لمعرفة أسرار الثواب، والعقاب، ومعالجة الأخطاء وذلك حسن إذا استقي من مصادر الشريعة، وسيرة المصطفى ? واستنباط العلماء منها، غير أن القضية الأولى والأهم هي صلاح المربي حيث يقول الله: ?وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا? [الكهف: 82] إن صلاح الوالدين له أثر على الأبناء، وهذا هو دأب سلف هذه الأمة، فها هو (سعيد بن المسيب) ينظر إلى ابنه ويقول: "والله لأزيدن صلاتي من أجلك يا بني".
الوصية الثانية والأربعون
ركز على الابن الأكبر
أخي المربي الفاضل: إن تركيزك في التربية على ابنك الأكبر يختصر الطريق، فالأبناء يحتذون حذوه، ويسيرون على طريقه، وينظرون إليه بعدك، فأنت قدوتهم الأولى، وهو بعدك لكثرة احتكاكهم به، وهذا أمر مشاهد.
الوصية الثالثة والأربعون
ذكـــرهم بالآخـــرة
إن ربط الأبناء بالجزاء الأخروي بالجنة ترغيبًا والنار ترهيبًا هو أسلوب من أساليب القرآن، وهو من أساليب التربية الناجحة فربط الأبناء بالجنة، وما فيها من نعيم، وتحذيرهم من النار وما فيها من عذاب أليم يحفزهم على العمل الصالح، ويبعدهم عن مخالفة أوامر الله سبحانه وتعالى.
الوصية الرابعة والأربعون
تعــويدهم القنـــاعة
أخي المربي الفاضل: عودهم القناعة فإن القناعة كنز، لا يفنى والقناعة تجعل الأبناء لا يتعلقون بالدنيا كثيرًا ويتعلمون أن الدنيا، هي دار ممر، وليست دار مقر، وإنما هي مزرعة للآخرة.
الوصية الخامسة والأربعون
عـود أبنـاءك حب القـراءة
أخي المربي الفاضل: عود أبناءك حب القراءة، لأن حب القراءة لا بد أن يغرس في أنفس الأبناء منذ نعومة أظفارهم ومن أهم طرق الغرس حسن الاختيار لما يقرؤون وتشجيعهم على ذلك، وحثهم عليه، فالقراءة هي طريق المعرفة، وأول آية نزلت على المصطفى ?: «اقرأ باسم ربك الذي خلق» [العلق: 1] ومن سبل التهيئة والحث المكتبات المنزلية المقروءة والمسموعة.
الوصية السادسة والأربعون
احترامهم ومراعاة نفسياتهم
أخي المربي الفاضل: إن احترامك لابنك، وتقديرك له يجعله يعرف مكانته، ويعرف قدره فلا يقع فيما لا ينبغي الوقوع فيه، ولنا في رسول الله قدوة حسنة، فلقد كان النبي ? بمجلسه يومًا فأتي بشراب، فشرب منه فأراد أن يعطي من هو على يمينه فوجده طفلاً، ووجد الأشياخ على شماله، فاستأذن النبي ? هذا الطفل ليعطي الأشياخ، فرفض هذا الطفل بقوله« والله لا أؤثر بنصيبي منك أحدًا يا رسول الله» وشرب من موضع مشرب النبي ? وهذا الطفل هو (عبد الله بن عباس) فها هو النبي ? قد احترم هذا الطفل وقدره، واستأذن فلما لم يأذن أعطاه الشراب، وهذا هو غاية الاحترام والتقدير.
الوصية السابعة والأربعون
غرس الثقـة في نفوس الأبنـاء
لتعلم أخي المربي الحبيب: أن الأبناء لن يثقوا بأنفسهم إلا إذا وثقنا بهم فأنت الذي تزرع الثقة بنفوس أبنائك، فلنثق بهم، ولنكلفهم بما يناسب أعمارهم، دون مبالغة أو استهانة، ولتكن الثقة مناسبة لأعمارهم، وقدراتهم، فنحن نريد عصا الثقة، وليس ثقة العصا، فإن عصا الثقة تدرب وتبني، وثقة العصا تزول وتنتهي بزوال هذه العصا.
الوصية الثامنة والأربعون
درب أبناءك على طرق الاكتساب
أخي المربي الفاضل: إن تدريبك لأبنائك على طرق الكسب من بيع وشراء، وعمل مهني، أمر في غاية الأهمية حيث قالوا قديمًا: صنعة في ا ليد أمان من الفقر، إن تعويد الأبناء أهمية العمل، ونبذ البطالة، والدعة من أصول التربية، ومن سبل البناء للفرد والأسرة والمجتمع والأمة.
الوصية التاسعة والأربعون
لا تجعل ابنك نسخة منك
أخي المربي الفاضل: إن مواهب الله تختلف لكل شخص، فقد يختلف الابن تمامًا في مواهبه وقدراته، وقد يتميز الوالد في جوانب، ويتميز الابن في جوانب أخرى، فمن السفه والخلل أن نسعى لجعل أبنائنا نسخًا مكررة منا ففي ذلك مخالفة لنواميس الحياة، وسنة الله في خلقه.
الوصية الخمسون
مراعــاة الزمــان
أخي الفاضل: إن من الأهمية بمكان مراعاة تغير الزمان، والانفجار المعلوماتي، والتقنية الحديثة فما كان ينفع من وسائل التربية في السابق قد لا ينفع في هذا الزمان، فيجب أن يكون المربي على دراية بما يدور حوله مما يؤثر على التربية، فالعالم أصبح كقرية واحدة، فهل نعي ذلك؟
الوصية الحادية والخمسون
أحسن الظن بأبنائك
أخي المربي الموفق: أحسن الظن بأبنائك ما استطعت إلى ذلك سبيلا واحتط ولا تُخَوِّن فالأصل في المسلم حسن الظن ما لم يثبت عكسه: فاجعل قاعدتك (لست بالخب ولا الخب يخدعني)، ولأن تخطئ في العفو خير من أن تخطئ في العقوبة، وليكن عنوانك في التربية لينًا دون ضعف، وحزمًا دون عنف.
الوصية الثانية والخمسون
الوسطية في التربية
أخي المربي الفاضل: نحن أمة وسط لا إفراط، ولا تفريط في التربية، فالتدليل للأبناء يعلم اللامبالاة، والأنانية، والغرق في شبر من الماء، والقوة سبب لانعدام الثقة، وذوبان الشخصية والتبعية المطلقة، فهل نبني شخصيات متزنة؟
الوصية الثالثة والخمسون
مبدأ التغافل
أخي المربي الفاضل: اجعل دائمًا نصب عينيك قول القائل:
ليس الغبي بسيِّد في قومه
لكن سيِّد قومِه المتغابي
وكان من هديه ? ألا يبحث عن العيوب، ولا يشهر فمبدؤه ?: «ما بال أقوام» ?عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ? [التحريم: 3] فإذا أخطأ الابن ودارى خطأه فتغافل عنه، فإن ذلك يعينه على ترك الخطأ، ويبقى بينك وبينه جسر الحب، والاحترام فالخير ينشر والعيب يستر.
الوصية الرابعة والخمسون
أهمية تناسب العقاب والثواب مع الفعل
أخي المربي الفاضل: إن من الأهمية بمكان تناسب الثواب مع الأفعال الطيبة فيجب أن يكون الثواب مناسبًا لهذا الفعل بدون مبالغة، أو استهانة فمثلا نجاح الابن في المرحلة المتوسطة ليس من المناسب أن يكون جزاؤه قلم، وكذلك ليس من المناسب أن يكون جزاؤه سيارة، فالتناسب بين الفعل والجزاء أمر مهم، وكذلك التناسب بين الخطأ والعقاب أمر مهم، فليس من المناسب أن تتساوى العقوبة على جميع الأخطاء فليست عقوبة من يعبث بأعقاب السجائر كمن يتعاطى المخدرات، فيجب تقدير الأمور بقدرها في مبدأ الثواب والعقاب.
الوصية الخامسة والخمسون
فهم طبائع الأبناء
إن فهم طبائع الأبناء، ونفسيتهم يسهل التعامل معهم، وكسب قلوبهم، والتأثير عليهم فليس التعامل مع الابن حامي الطبع مثل الابن البارد، وليس التعامل مع الابن الذكي كغير الذكي.
الوصية السادسة والخمسون
اكتشاف المواهب
أخي المربي الكريم: إن أمر اكتشاف المواهب، وصقل المهارات للأبناء أمر مهم، فمثلا اكتشاف موهبة الخطابة، والإلقاء وموهبة الشعر، وقوة الحافظة أو القدرة على التحليل والربط بين الأمور، وتوجيهها التوجيه السليم أمر في غاية الأهمية لبناء شخصية الابن، وتميزه في إحدى هذه المجالات.
الوصية السابعة والخمسون
التحذير من التفريغ الانفعالي
أخي المربي الكريم: احذر من التفريغ الانفعالي في الأبناء من قبلك، أومن قبل الأم، فليس الأبناء مكانًا لتفريغ المشاعر السيئة الناتجة عن اختلاف الزوجين، فالواجب أن يكون التعامل معهم بكل أريحية وهدوء بعيدًا عن الانفعالات، فمتى ما كنتما أو أحدكما منفعلاً فليهدأ قبل أن يربي.
الوصية الثامنة والخمسون
فصل الفعل عن الفاعل
أيها الأخ المبارك: إن فصل الفعل عن الفاعل يصحح الخطأ ولا يهدم الشخصية، ولا يهز الثقة بالنفس فمثلاً لو فعل الابن أمرًا فيه شيء من الغباء لا تقل يا غبي، وإنما قل: من يفعل هذا غير ذكي، وكذلك لو فعل فعلاً فيه قلة أدب، وسوء خلق فلا تقل: أنت غير مؤدب، وإنما قل: من يفعل هذا غير مؤدب.
الوصية التاسعة والخمسون
العقل الباطن لا يقبل كلمة لا
أيها المربي الفاضل: إن عقل الابن الباطن لا يقبل كلمة لا، وإنما يقبل ما بعدها، فلا تقل: ما لا تريد، وإنما قل الذي تريد، فلا تقل: مثلا للابن لا تلعب، فإن عقله يقبل تلعب دون النفي وإنما قل كن هادئًا، كن مؤدبًا والله يقول في كتابه: ?قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ? [المؤمنون: 1، 2] ولم يقل: سبحانه الذي لا يسرحون ولا ينشغلون في صلاتهم.
الوصية الستون
أهمية المصارحة
أيها المربي الفاضل: إن مد جسور المصارحة بين المربي والابن أمر في غاية الأهمية، وإن الفجوة بينهما توجد ما يسمي التستر أي أن الابن قد يصارح من أقرانه ما لا يصارح به مربيه، وقد ينتج عن هذا أمور لا تحمد عقباها، من معاكسات، وتحرشات، وغيرها، ويتخذ لذلك إجراءات غير مناسبة لإنهاء هذا الخطأ.
الوصية الحادية والستون
رفع همم الأبناء
أخي المربي الحبيب: إن رفع همم الأبناء مما يعينهم على قبول التربية، وذلك بربطهم بأبناء الصحابة (أسامة) يقود الجيش و(مصعب) أول سفير في الإسلام، و(علي بن أبي طالب) ينام في فراش النبي ? و(عمير بن أبي وقاص) يقف على أطراف قدميه وسيفه يخط لأعلى الأرض لقصر قامته ليجاز في الجهاد، وأبناء عفراء (معاذ ومعوذ) يتسابقان لقتل أبي جهل حينما سمعوا أنه سب النبي ?.
الوصية الثانية والستون
البيئة الصالحة
أيها المربي الفاضل: إن البيئة الصالحة، والمناخ المناسب خير معين للمربي على التربية، فاختيار الحي المناسب، والجيران المناسبين والأصدقاء المناسبين الذين يتم مع الابن التشاور في اختيارهم، والتشاور في اختيار المدرسة المناسبة له أثره الفعال في أمر التربية.
الوصية الثالثة والستون
تحديد سياسات ثابتة للتعامل
أيها المربي الفاضل: إن تحديد سياسات ثابتة للتعامل، وخطوط حمراء يعلمها الأبناء، ويعلمون أنه لا يمكن تجاوز هذه الخطوط بأي حال من الأحوال فلا يستهان بأمر من أوامر الله من أجل الدنيا، ولا ما يكون ممنوعًا اليوم يسمح به غدًا، فيتعلم الأبناء الثبات على المبدأ، وأن والديهم لا تحكمهم المزاجية، وإنما الذي يحكمهم هو كتاب الله وسنة نبيه محمد ? فالسياسة واضحة في كل الظروف.
الوصية الرابعة والستون
حاول معرفته
أخي المربي المبارك: إن وراء كل سلوك تصورًا ذهنيًا، حاول معرفته فالأبناء يتصرفون بالفطرة، ووراء كل سلوك خاطئ تصور ذهني مغلوط بأنه سلوك صحيح، حاول معرفة ذلك، وتصحيح هذا الغلط، حيث الأبناء لا يتعمدون الخطأ، وربما يكون لديهم خطأ في التصورات، أي صحح هذا التصرف في خريطة عقل هذا الابن.
الوصية الخامسة والستون
احذر سلبيات الإعلام
أيها الأخ المربي الفاضل: لا يشك عاقل في أثر الإعلام سواء المسموع، أو المرئي، أو المقروء، والأثر الفعال الساحر للأطفال هذه القنوات التي جعلت العالم كأنه قرية واحدة تنتقل فيه من خلال أناملك وأنت في غرفة واحدة، وجِّهْ هذا التقدم العلمي إلى مصلحة أبنائك واجعلهم لا يرون ولا يسمعون إلا ما ينفعهم في أمر دينهم ودنياهم، وهذه إشارة، والحر تكفيه الإشارة ، وأنت كذلك.
الوصية السادسة والستون
إبعاد الأبناء عن الترف
أيها الأخ المربي الفاضل: إن إبعاد الأبناء عن الترف، وحياة الدعة، والميوعة، والكسل، والراحة، والبطالة من التربية الصحيحة لهم.
يقول أحدهم:
إن الفراغ والشباب والجدة
مفسدة للمرء أي مفسدة
إن لم يشغل الابن بالحق انشغل بالباطل، فحياة الترف تطمس البصيرة، وحياة الترف تحرك شهوة البطن، والفرج، وتبعد الابن عن معالي الأمور يقول (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه: «اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم».
الوصية السابعة والستون
زيارة المدرسة بين الفينة والأخرى
أيها المربي الفاضل: إن زيارة المدرسة بين الحين، والآخر في غاية الأهمية فلربما تطلع على أمور من أخلاق وسلوكيات الابن ما كنت تعرفها، والتعاون بين المنزل والمدرسة أمر مهم لتعرف من يصادق أبناءك، فالقائل يقول: «قل لي من تخالل أقل لك من أنت».
الوصية الثامنة والستون
ملاحظة التغير قبل استفحاله
أيها الأخ المربي الفاضل: إن ملاحظة التغير في أفعال الابن، أو أقواله أمر مهم فإن ملاحظة التصرفات الغريبة أو الألفاظ النابية، والبحث عن مصدرها في بداية الأمر قد يسهل علاجه، ولكن إذا أهمل، واستمر مع الابن طويلاً فقد يكون من أخلاقياته التي يصعب تغييرها في المستقبل.
الوصية التاسعة والستون
توليهم مسؤوليات تناسب
قدراتهم وأعمارهم
أيها المربي الموفق: إن تولية الأبناء مسؤوليات تناسب قدراتهم، وأعمارهم أمر في غاية الأهمية لبناء شخصياتهم فلن يستطيعوا في يوم واحد أن يحملوا جميع المسؤوليات، وإنما الأمر بالتدرج، وكلما كان التدريب أكثر، وأنسب، وروعي فيه المراحل العمرية، كان أفيد وأثبت.
الوصية السبعون
استكتامهم بعض الأسرار
أيها المربي الفاضل: إن تدريب الأبناء على حفظ الأسرار من أصول التربية فقد كان النبي ? يُسِرُّ إلى (أنس) وهو صغير من باب تدريبه على حفظ السر، وكان (أنس) لا يخبر حتى أمه بشيء من ذلك، وكانت أمه تشجعه على هذا التكتم.
وإن وجدت عيبًا فسُدَّ الخللا
فجلَّ من لا عيب فيه وعَلا
فهرس الموضوعات
مقدمة 5
الوصية الأولى: الإخلاص في التربية 8
الوصية الثانية: الاحتساب في التربية 8
الوصية الثالثة: التوكل على الله سبحانه وتعالى في التربية 9
الوصية الرابعة: غرس كلمة التوحيد لا إله إلا الله في نفوس الأبناء 9
الوصية الخامسة: غرس محبة الله ورسوله والمؤمنين في قلب الطفل 10
الوصية السادسة: سعة البال وعدم الاستعجال 11
الوصية السابعة: غرس الخوف من الله سبحانه وتعالى والمراقبة له 11
الوصية الثامنة: الحرص على تعليم الأبناء الأذكار وتعويدهم عليها 12
الوصية التاسعة: الرفق في إنكار المنكر 12
الوصية العاشرة: المداعبـة والملاعبـة 13
الوصية الحادية عشرة: التكنيـــة 14
الوصية الثانية عشرة: تعويدهم على القيم الإسلامية 14
الوصية الثالثة عشرة: التربية بالقدوة 14
الوصية الرابعة عشرة: الدعاء واللجوء إلى الله عز وجل بصلاح الأبناء 15
الوصية الخامسة عشرة: طهارة الظاهر والباطن 16
الوصية السادسة عشرة: صلاة النافلة في البيت 16
الوصية السابعة عشرة: أمرهم بالصلاة منذ نعومة أظفارهم 17
الوصية الثامنة عشرة: لا يضرب الأولاد على الصلاة إلا بعد العاشرة 17
الوصية التاسعة عشرة: تعزيز الطفل على السلوك الحسن والثناء عليه 18
الوصية العشرون: اللعب في حياة الصغار 18
الوصية الحادية والعشرون: اطمئــــن 19
الوصية الثانية والعشرون: العقوبة عند الحاجة 19
الوصية الثالثة والعشرون: علم أبناءك مبدأ الشورى 20
الوصية الرابعة والعشرون: حاور أبناءك ولا تمل 21
الوصية الخامسة والعشرون: الحرص على المظهر الخارجي للطفل 21
الوصية السادسة والعشرون: مراعاة الفروق الفردية بين الأبناء 22
الوصية السابعة والعشرون: مراعاة المراحل العمرية 22
الوصية الثامنة والعشرون: الحذر من بسط المشاكل العائلية أمام الأبناء 22
الوصية التاسعة والعشرون: الابتعاد عن المتناقضات في الحياة 23
الوصية الثلاثون: العـدل بين الأبنــاء 23
الوصية الحادية والثلاثون: التفـريق بين الأبنـاء في المضـاجع 24
الوصية الثانية والثلاثون: الاهتمــام بالقــرآن 24
الوصية الثالثة والثلاثون: اصطاحبهم إلى بعض الدروس والمحاضرات المناسبة لأعمارهم 25
الوصية الرابعة والثلاثون: الاتفاق على منهج التربية بين الوالدين 25
الوصية الخامسة والثلاثون: إعطاء الأبناء ما يحتاجون من مال 26
الوصية السادسة والثلاثون: غرس النية الصالحة في طلب العلم 26
الوصية السابعة والثلاثون: ليكن أمرك ونهيك مبررًا 27
الوصية الثامنة والثلاثون: أعن ولدك على برك 27
الوصية التاسعة والثلاثون: الشمولية في التربية 28
الوصية الأربعون: الجلوس مع أبنائك وقتًا كافيًا 28
الوصية الحادية والأربعون: صلاح الآباء 29
الوصية الثانية والأربعون: ركز على الابن الأكبر 29
الوصية الثالثة والأربعون: ذكـــرهم بالآخـــرة 30
الوصية الرابعة والأربعون: تعــويدهم القنـــاعة 30
الوصية الخامسة والأربعون: عـود أبنـاءك حب القـراءة 30
الوصية السادسة والأربعون: احترامهم ومراعاة نفسياتهم 31
الوصية السابعة والأربعون: غرس الثقـة في نفوس الأبنـاء 31
الوصية الثامنة والأربعون: درب أبناءك على طرق الاكتساب 32
الوصية التاسعة والأربعون: لا تجعل ابنك نسخة منك 32
الوصية الخمسون: مراعــاة الزمــان 32
الوصية الحادية والخمسون: أحسن الظن بأبنائك 33
الوصية الثانية والخمسون: الوسطية في التربية 33
الوصية الثالثة والخمسون: مبدأ التغافل 33
الوصية الرابعة والخمسون: أهمية تناسب العقاب والثواب مع الفعل 34
الوصية الخامسة والخمسون: فهم طبائع الأبناء 34
الوصية السادسة والخمسون: اكتشاف المواهب 35
الوصية السابعة والخمسون: التحذير من التفريغ الانفعالي 35
الوصية الثامنة والخمسون: فصل الفعل عن الفاعل 35
الوصية التاسعة والخمسون: العقل الباطن لا يقبل كلمة لا 36
الوصية الستون: أهمية المصارحة 36
الوصية الحادية والستون: رفع همم الأبناء 36
الوصية الثانية والستون: البيئة الصالحة 37
الوصية الثالثة والستون: تحديد سياسات ثابتة للتعامل 37
الوصية الرابعة والستون: حاول معرفته 38
الوصية الخامسة والستون: احذر سلبيات الإعلام 38
الوصية السادسة والستون: إبعاد الأبناء عن الترف 38
الوصية السابعة والستون: زيارة المدرسة بين الفينة وال
الموضوع الأصلي : التربية الصحيحة للابناء // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: درة الاسلام