الحمد لله رب العالمين ، خلق فسوى وقدر فهدى ، ورزقنا من حيث لم نحتسب
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الامين ، ناصح الامة وكاشف الغمة
وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل ان يصلنا
دين الله عز وجل سهلا يسيرا ، فاللهم ارحمهم واغفر لهم اجمعين ، والحقنا بهم
تائبين عابدين موحدين منكسري لملكوتك العظيم، امين يا رب العالمين .
124 - وَحَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقَاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ رِيَاحَ بْنَ عُبَيْدَةَ الْبَاهِلِيَّ، قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَجَاءَ أَعْرَابِيُّ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، جَاءَتْ بِيَ الْحَاجَةُ، وَانْتَهَيْتُ الْغَايَةَ، وَاللَّهُ سَائِلُكَ عَنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: «وَيْحَكَ أَعِدْ عَلَيَّ» فَأَعَادَ عَلَيْهِ، فَنَكَّسَ عُمَرُ رَأْسَهُ، وَأَرْسَلَ دُمُوعَهُ، حَتَّى ابْتَلَّتِ الْأَرْضُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: «وَيْحَكَ كَمْ أَنْتُمْ؟» قَالَ: أَنَا وَثَلَاثُ بَنَاتٍ لِي فَفَرَضَ لَهُ عَلَى ثَلَاثِمِائَةٍ، وَفَرَضَ لِبَنَاتِهِ عَلَى مِائَةٍ، وَأَعْطَاهُ مِائَةَ [ص:113] دِرْهَمٍ، وَقَالَ لَهُ: «هَذِهِ الْمِائَةُ أَعْطَيْتُكَ مِنَ مَالِي، لَيْسَ مِنْ أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ اذْهَبْ , فَاسْتَنْفِقْهَا حَتَّى تَخْرُجَ أُعْطِيَاتُ الْمُسْلِمِينَ فَتَأْخُذَ مَعَهُمْ»
125 - حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي فَيَّاضُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ حَسَّانَ السِّنْجَارِيِّ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ أَذْرِبَيْجَانَ أَتَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اذْكُرْ بِمَقَامِي هَذَا مَقَامًا لَا يَشْغَلُ اللَّهَ عَنْكَ فِيهِ كَثْرَةُ مَنْ يُخَاصِمُ , يَوْمَ تَلْقَاهُ بِلَا ثِقَةٍ مِنَ الْعَمَلِ، وَلَا بَرَاءَةٍ مِنَ الذَّنْبِ. فَبَكَى عُمَرُ بُكَاءً شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: «وَيْحَكَ ارْدُدْ عَلَيَّ كَلَامَكَ هَذَا» . فَجَعَلَ يُرَدِّدُهُ، وَعُمَرُ يَبْكِي وَيَنْتَحِبُ، ثُمَّ قَالَ: «حَاجَتَكَ» ، قَالَ: إِنَّ عَامِلَ أَذْرِبَيْجَانَ عَدَا عَلَيَّ فَأَخَذَ مِنِّي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَجَعَلَهَا فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ. فَقَالَ عُمَرُ: «اكْتُبُوا لَهُ السَّاعَةَ إِلَى عَامِلِهَا حَتَّى يَرُدَّ عَلَيْهِ»
الْبُكَاءُ فِي الصَّلَاةِ
126 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: «رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، فَقَعَدَ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ مِقْدَارَ عِشْرِينَ آيَةً، ثُمَّ سَجَدَ. فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ، نَظَرْتُ إِلَى الدُّمُوعِ سَائِلَةً عَلَى خَدَّيْهِ» قَالَ أَبُو عَمْرٍو: قُلْتُ لِمُحَمَّدٍ: أَفِي التَّطَوُّعِ كَانَ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ بِمَكَّةَ "
المصدر
كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا
(موجود في المكتبة الشاملة)