[center][size=21][size=21][size=21][b] [center][size=21][size=21][size=21][b] [center] [center][size=21][size=21] [/size][/size][center][size=21][size=21][size=21] [/size][/size][/size][center][size=21][size=21][size=21][size=21][/size][/size][center][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21][size=21] [center][size=21][b][size=21][size=21][b][size=21][size=21][size=21][size=25]مختلف الحديث والفرق بينه وبين مشكل الحديث[/size][/size][/size][/size][/size][/size] [/size][/size][/size][/b][/size][/size][/size][/size] [/size][/size][/center] [/center] [/center] [/center] [/size][/size][/b][/size][/center] [/b][/size][/size][/b][/size][/center] [/center]
|
[/center]
المختلف في اللغة :
المختلف في اللغة
مأخوذ من الاختلاف ، ومثله التخالف ، وهو ضد الاتفاق . يقال : (( تخالف
القوم واختلفوا ؛ إذا ذهب كل واحد منهم إلى خلاف ما ذهب إليه الآخر )) .
ويقال : (( تخالف الأمران واختلفا ؛ إذ لم يتفقا ، وكل ما لم يتساوَ ، فقد
تخالف واختلف ))، ومنه قول الشاعر : (( دلواى خلفان وساقيهما )) أي :
أحدهما مصعد ملأى ، والأخرى فارغة منحدرة) .
المختلف في الاصطلاح :
يختلف
المراد ب(( مختلف الحديث )) في الاصطلاح باختلاف ضبط كلمة ((مختلف)) . فمن
المحدثين من ضبطها بكسر اللام على وزن اسم فاعل ، ويكون المراد بمختلف
الحديث على هذا (( الحديث الذي عارضه – ظاهرا – مثله )) . ومنهم من ضبطها
بفتح اللام على أنه مصدر ميمي ، بمعنى أنه الحديث الذي وقع فيه الاختلاف ،
ويكون المراد حينئذ بمختلف الحديث : (( أن يأتي حديثان متضادان في المعنى
ظاهراً )) .
فعلى الضبط الأول يراد بالمختلف : الحديث نفسه . وعلى الضبط الثاني يراد بالمختلف : نفس التضاد والاختلاف .
ويلاحظ
في التعريف أن التعارض المذكور هو التعارض الظاهري, إذ إنه لا وجود
للتعارض حقيقة في أقوال النبي صلى الله عليه وسلم, إذ إن التعارض بين أحكام
الشريعة أصلا محال, وسيأتي بيان ذلك في الفصل الثاني من الباب الثاني إن
شاء الله تعالى.
إذن فمختلف الحديث هو: علم يتناول الحديثين اللذين
يبدو في ظاهرهما الأختلاف والتعارض والتضاد, فإذا بحثها العلماء, أزالوا
تعارضها من حيث إمكان الجمع بينهما, وذلك بحمل العام على الخاص, أو المطلق
على المقيد أو ما شابه ذلك من جموه التفوفيق,أو بيان أن أحدهما ناسخ والآخر
منسوخ, أو يترجح أحدهما على الآخر1. ويرد بجانب مختلف الحديث مشكل الحديث
الحديث, فيجدر أن نعرف المشكل والعلاقة بينهما.
المشكل في اللغة:
يقال
في اللغة ـ عن الأمر المشتبه وغير المستبين: (( مشكل )) ويقال : أشكل على
الأمر, إذا اختلط , وأشكلت على الأخبار وأحكلت : بمعنى واحد, والأشكال عند
العرب: اللونان المختلطان))
ويقال أيضا : أشكل الأمر : التبس.وأصله من
المماثلة, قال ابن فارس: الشين والكاف واللام معظم بابه المماثلة, تقول:
هذا شكل هذا أي : مثله, ومن ذلك يقال (( أمر مشكل)) كما يقال : أمر مشتبه ,
أي : هذا شابه هذا, وهذا دخل في شكل هذا.....))
ومما تقدم يمكن القول بأن المشكل لغة هو: المختلط والملتبس, وكل ما لا يبين.
المشكل في الأصطلاح:
المشكل
كلمة يستعملها بعض الأصوليين في مصنفاتهم علما على قسم من أقسام الكلام
باعتبار الخفاء والظهور)) فالمشكل عند هؤلاء الأصوليون هو: (( اللفظ أو
الكلام الذي خفى المراد منه على السامع, وكان خفاؤه لأجل الصيغة, ولا يدرك
بالعقل)) ويعرف السرخي المشكل بأنه: (( اسم لما يشتبه المراد منه بدخوله في
إشكاله على وجه لا يعرف المراد إلا بدليل يتميز به من بين سائر الأشكال)).
ويلاحظ أن المعنى اللغوي للمشكل ظاهر في هذا التعريف وبخاصة ما ذكره صاحب (( معجم مقاييس اللغة )) في معناه.
أما
المشكل عند المحدثيين , فيختلف معناه عن المعنى الذي مر ذكره عند
الأصوليين, وفي ذلك يقول أبو جعفر الطحاوي في مقدمة كتابه(( مشكل الآثار)):
(( فإني نظرت في الآثار المروية عنه صلى الله عليه وسلم, بالأسنيد
المقبولة التي نقلها ذوو التثبيت فيها, والأمانة عليها, وحسن الأداء لها,
فوجدت فيها أشياء مما سقطت معرفتها, والعلم بما فيها عن اكثر الناس, فمال
قلبي إلى تأملها , وتبيان ما قدرت عليه من مشكلها, ومن أستخراج الأحكام
التي فيها, ومن نفي الإحالات عنها))
ويمكن استخلاص تعريف لمشكل الحديث
نت تعريف الطحاوي هذا , بأنه: (( آثار مروية عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم بأسانيد مقبولة وجد فيها أشياء, غاب عن كثير من الناس علم معانيها ,
ودفع ما فيها من إحالات ظاهرية)).
ويمكن القول من كل ما تقدم بأن مشكل
الحديث هو: (( أحاديث مروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسانيد
مقبولة يوهم ظاهرها معاني مستحيلة, أو معارضة لقواعد شرعية ثابتة)) .
الفرق بين المختلف والمشكل في الحديث:
يتبين
مما سبق أن بين مختلف ومشكل الحديث فروقا ظاهرة , يتميز بها كل واحد عن
الآخر , وينزل بها اللبس والتداخل , وفيما يلي ذكر هذه الفروق:
1-أن
مدار مختلف الحديث قائم على وجود معنى التعارض والاختلاف بين الحديثين, أي
أنه إذا لم يوجد تعارض بينهما , فلا يتحقق معنى ( مختلف الحديث).
أما (
مشكل الحديث) فلا يقتصر إشكاله على وجود تعارض بين حديثين أو أكثر فحسب,
وإنما منشأ الإشكال فيه من أسباب أخرى كثيرة مع ذلك . أي أن التعارض بين
الحديثين هو سبب من الأسباب التي ينشأ عنها مشكل الحديث, غير أن للأشكال
أسبابا أخرى كذلك.
2-أن مختلف الحديث مقصور على ما قد يقع من تعارض بين
الأحاديث دون غيرها من أدلة الشرع. أما ( مشكل الحديث) فلا يقتصر على هذا
النوع من أنواع التعارض فقط , بل يتجاوز ذلك إلى أنواع أخرى.
فمن مشكل
الحديث ما يكون إشكاله بسبب معنى الحديث نفسه بغير معارضة, ومن مشكل الحديث
ما يكون إشكاله بسبب تعارض آية معه , ومن مشكل الحديث ما يكون إشكاله
تعارض الحديث مع الإجماع , أو تعارضه مع القياس, أو بسبب مناقضة الحديث لما
توجبه بدائه العقول.
وقد جعل بعض العلماء اختلاف الحديث ومشكله نوعا
واحدا, قال محمد بن جعفر الكتاني في معرض حديثه عن الكتب المؤلفة في هذا
الفن: ( ومنها كتب في اختلاف الحديث , أو تقول في تأويل مختلف الحديث , أو
تقول في مشكل الحديث , أو تقول في مناقضة الأحاديث.كما وجدنا بعض العلماء
ممن تعرض لترجمة ابن قتيبة يذكر كتابة ( تأويل مختلف الحديث ) باسم ( تأويل
مشكل الحديث) كما في كتابة إنباه الرواة للقفطي ,
ووفيات الأعيان لابن
خلكان. ومن المعصرين الذين خلطوا بين النوعيين وجعلوا منهما شيئا واحدا,
الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه ( الحديث والمحدثون) .والدكتور صبحي الصالح
في كتابه( علوم الحديث ومصطلحه) .والدكتور نور الدين عتر في كتابه منهج
النقد في علوم الحديث.
ومما سبق ممكن القول : بأن ( مشكل الحديث ) هو –
في الواقع- أعلم من (مختلف الحديث) حيث أن المشكل يشمل غيره , والمختلف
نوع من أنواع (مشكل الحديث) فالعلاقة بينهما – إذن – علاقة عموم وخصوص, لأن
(مختلف الحديث) حديث مشكل , وليس كل مشكل ( مختلف حديث) .
أهمية علم مختلف الحديث
لقد
اضحى موضوع ( مختلف الحديث ) تكأة للطاغين والمرجفين والملحدين في الماضي
والحاضر من لدن عهد الشافعي وابن قتيبة – وربما من قبل ذلك ايضا – إلى هذا
العهد الذي ابتلى المسلمون فيه بالمستشرقين واذانابهم الذين كان لهم دولر
أخطر من المستشرقين , حيث تبنوا أفكارهم, وصاروا ينشرونها, فأغتر بها كثير
من جهلة المسلمين الذين ليس لهم در
__________________