الجمعة أغسطس 10, 2012 3:01 pm
رسالة بيانات كاتب الموضوع
الرسول صلى الله عليه وسلم و الشباب المعلومات الكاتب:
اللقب:
~`كبار الشخصيات ~`
الرتبه:
الصورة الرمزية
الإتصالات الحالة: وسائل الإتصال:
لتواصل معنا عبر الفيس بوك: تويتر:
موضوع: الرسول صلى الله عليه وسلم و الشباب
الرسول صلى الله عليه وسلم و الشباب الشباب في حياة النبي طاقة جبارة استفاد النبي صلى الله عليه وسلم وأحسن توظيفها فعلا لا قولا، أصبحوا هم دعامة المجتمع و الأمة، وبناؤها، في بلادنا اليوم يمر سن الشباب وهم مغبونون، ضائعون، يتلمسون الطريق فلا يجدونه، الأكبر سنا يعتبرونهم ناقصي خبرة وربما عقل أيضا! يقولون بأن الشباب عماد الأمة وبناة المستقبل، لكنهم لا ينصفون لا قولا ولا فعلا. أمن الرسول بالشباب وقدراتهم، فتح لهم صدره، احترم عقلهم وإرادتهم، عرض دعوته على الكثير من قبائل العرب في موسم الهجرة ولم يتوصل معهم لاتفاق، أما مع الشباب فقد كان الأمر مختلفا، فهموا النبي بينما لم يفهمه الناس، وصدقوه حينما كذبه الناس، دعموه بينما تخلى عنه الناس، الشباب إذن لهم عقليات مختلفة، ربما أكثر تفتحا منا نحن الكبار ذوي الخبرة والعقل، أو هكذا ندعى! لديهم قلوب غير قلوبنا، وسواعد ليست مثلنا، أمنوا به عندما قابلوه، صدقوه في رسالته، اغتنموا الفرصة فلم يضيعوها، نالهم الشرف في الدنيا، ورضا الله والجنة. فكانوا أصحاب النبي في زمنه، وبناة الحضارة الإسلامية من بعده. حادثة جميلة أعجبتني، كانت البدايات المبكرة لقبول الشباب دعوة النبي، واستجابتهم له أكثر من الآخرين، يروي ابن كثير في كتابه الفصول من سيرة الرسول تلك القصة: ثم قدم مكة أبو الحيسر أنس ابن رافع في فتية من قومه، فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام وقال إياس ابن معاذ منهم – وكان شابا حدث السن – يا قوم هذا والله خير مما جئنا به، فضربه أبو الحيسر وانتهره، فسكت، ثم لم يتم لهم الحلف، فانصرفوا إلى بلادهم في المدينة، فيقال إن إياس ابن معاذ مات مسلما. حدثت تلك القصة قبل بيعة العقبة الأولى، بطلها هو إياس ابن معاذ ذلك الشاب الصغير الذي وعى ما قاله النبي، وتفتح قلبه له، وتحدث مع قومه به، ولولا نهر كبيرهم له لتغيرت الأوضاع، و هو مغزى أخر عندما نقهر الشباب ونكتمهم، فكم ضيع هذا الرجل بنهره لإياس على نفسه وعلى الآخرين من خير ومجد! إنهم الشباب، أكثر فهما، وأرق قلبا، وأكثر إقبالا على الحياة والعمل والفكر الجديد. الفرصة أتت للشباب لكي يتخذوا رأيهم بعيدا عن سلطة الشيوخ أثناء بيعة العقبة الأولى، نتيجة الحروب الدائمة والطاحنة بين الأوس والخزرج في المدينة فقد فنى أغلب كبار السن، لم يعد فيهم إلا الصغار في سن الشباب المبكر، وهم من قابلوا النبي في بيعة العقبة الأولى، يقول ابن كثير في كتاب السيرة النبوية: فبينا هو عند العقبة لقى رهطا من الخزرج أراد الله بهم خيرا. فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه. قالوا: لما لقيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: من أنتم ؟. قالوا: نفر من الخزرج قال: أمن موالى يهود ؟ قالوا: نعم. قال: أفلا تجلسون أكلمكم ؟.قالوا: بلى.فجلسوا معه فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن.قال: وكان مما صنع الله بهم في الإسلام أن يهود كانوا معهم في بلادهم، وكانوا أهل كتاب وعلم، وكانوا هم أهل شرك أصحاب أوثان، وكانوا قد غزوهم ببلادهم، فكانوا إذا كان بينهم شئ قالوا: إن نبيا مبعوث الآن قد أظل زمانه نتبعه، نقتلكم معه قتل عاد وإرم. فلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر ودعاهم إلى الله، قال بعضهم لبعض يا قوم تعلمون والله إنه النبي الذي توعدكم به يهود، فلا يسبقنكم إليه. فأجابوه فيما دعاهم إليه، بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام وقالوا إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، وعسى أن يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك. ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم قد آمنوا وصدقوا. قال ابن إسحاق: وهم فيما ذكر لى ستة نفر كلهم من الخزرج، وهم: أبو أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. قال أبو نعيم: وقد قيل إنه أول من أسلم من الأنصار من الخزرج. ومن الاوس: أبو الهيثم بن التيهان، وقيل إن أول من أسلم رافع بن مالك، ومعاذ ابن عفراء والله أعلم. وعوف بن الحارث بن رفاعة بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار، وهو ابن عفراء، النجاريان، ورافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن زريق الزرقى. وقطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن غنم بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن على بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج السلمى، ثم من بنى سواد، وعقبة بن عامر بن نابى بن زيد بن حرام بن كعب بن سلمة السلمى أيضا، ثم من بنى حرام. وجابر بن عبدالله بن رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدى ابن غنم بن كعب بن سلمة السلمى أيضا، ثم من بنى عبيد رضى الله عنهم([1]). أعجبني أيضا ما دار بينهم من حديث، شعرت فيه بعقليات ممتازة تحاور النبي، وتفهم منه، وتتجاوب معه وتتحاور، كما إنها تخطط، استمع إلى ما حدث كما جاء في كتاب السيرة النبوية لابن حبان: عن عبادة بن الصامت قال: كنا اثني عشر رجلاً في العقبة الأولى، فبايعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم على بيعة النساء أن لا نشرك بالله شيئاً، و لا نسرق، و لا نزني، و لا نقتل أولادنا، و لا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا و أرجلنا، و لا نعصيه في معروف، فمن وفي فله الجنة، و من غشي من ذلك شيئاً فأمره إلى الله، إن شاء عذبه و إن شاء غفر له. قال أبو حاتم: فلما كان الموسم جعل النبي صلى الله عليه و سلم يتبع القبائل يدعوهم إلى الله، فاجتمع عنده بالليل اثنا عشر نقيباً من الأنصار فقالوا: يا رسول الله صلى الله عليه و سلم إنا نخاف إن جئتنا على حالك هذه أن لا يتهيأ لنا الذي نريد و لكن نبايعك الساعة و ميعادنا العام المقبل، فبايعهم النبي صلى الله عليه و سلم على أن لا يشركوا بالله شيئاً، و لا يسرقوا، و لا يزنوا، و لا يقتلوا أولادهم، و لا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم و أرجلهم، و لا يعصونه في معروف، فمن وفى فله الجنة، و من غشي من ذلك شيئاً فأمره إلى الله، إن شاء غفر له و إن شاء عذبه([2]) هل تتخيلون أعمار هؤلاء الشباب الذين بايعوا النبي؟ وخططوا لاستقباله بعد عام، وأعلنوا إسلامهم بتلك السرعة، ورجعوا إلى بلادهم فنشروا فيها لإسلام، هل تتخيلون كم كان أكبرهم سنا! كان سعد بن زرارة من بني النجار أكبر هؤلاء الشباب سنا، عمره في هذا الوقت 21 عاما، أما الباقون فهم دون ذلك السن، فهل تتخيل كم غير الشباب تاريخنا، وكما أثروا في مجريات التاريخ، وأفكار البشرية وحضارتها! أسمع واقرأ عن الشباب من الخطباء والكتاب فأعجب، إنهم يتحدثون عن توصيات للشباب،وتعليمات للشباب، وأشياء يجب أن يفعلها الشباب، يتكلمون وكأنهم أصحاب العقل، والخبرة، والفعل أيضا، وكأن الشباب مازالت صغارا بزغب يتلمسون طريقا، وينتظرون يدا تساعدهم وترشدهم، لم يقرءوا، ولم يستوعبوا، ولم يفهموا أيضا أن الشباب هم من أمن بالرسول عندما كفر الكبار، ونشروا الإسلام رغم محاربة الكبار، وحاربوا مع الرسول ضد الكبار، وكان زعيمهم سعد بن معاذ بالمدينة وعمره 30 عاما فقط! فأي منحدر نهبط، وأي مفاهيم نعتقد، لقد أمنت شركة مايكروسوفت بقدرات الشباب فجعلت كل الشركة منهم فأصبحت أكبر شركة في العالم، أتعجب أن عقلياتنا مازالت تقلل من شأنهم، تقلل من قدراتهم، تحط من إمكانياتهم، دعونا نتعلم من تجربة الرسول مع الشباب، فهم من أقاموا للإسلام دولة، ومن رفعوا له راية، ومن ثبتوا التوحيد على الأرض تمنيت من شيوخنا الأجلاء أن يفسحوا طريقا للشباب في قلب الأمة من جديد، واثق أنا من أننا سنرى على أيديهم عجبا! لماذا لا يكون الشاب وزيرا؟ أو خبيرا؟ أو مديرا؟ وهذا النبي يؤكد تجربته معهم، فيقول صلى الله عليه وسلم أوصيكم بالشباب خيراً. فإنهم أرق أفئدة، لقد بعثني الله بالحنيفية السمحة، فحالفني الشباب وخالفني الشيوخ [1] ابن كثير، السيرة النبوية، 2/176 [2] ابن حبان، السيرة، ص 37 [3] خالد محمد خالد، رجال حول الرسول
الموضوع الأصلي : الرسول صلى الله عليه وسلم و الشباب // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: المسافر البعيد المسافر البعيد ; توقيع العضو